نزول الآية (١٣٥):
قال ابن عباس في رواية عطاء : نزلت الآية في نبهان التّمّار ، وكنيته أبو مقبل ، أتته امرأة حسناء ، باع منها تمرا ، فضمها إلى نفسه وقبّلها ، ثم ندم على ذلك ، فأتى النبيصلىاللهعليهوسلم وذكر ذلك له ، فنزلت هذه الآية.
المناسبة :
بعد أن حذر الله المؤمنين من اتخاذ البطانة من غير المسلمين ، وبيّن أنهم إن يصبروا ويتقوا لا يضرهم كيدهم شيئا ، وذكر مثالا للصبر والتقوى في غزوتي بدر وأحد وما فعله المشركون واليهود ، حذر هنا المسلمين من فحش صفة لازمة لليهود والمشركين وهي الربا ، واستتبع هذا بيان ألوان من الترغيب والترهيب والإرشادات وثمرة فعل الخير والشر.
التفسير والبيان :
يا أيها المؤمنون ، إياكم أن تأكلوا الربا كما كان الناس يفعلون في الجاهلية ، فهو نهي صريح للمؤمنين عن تعاطي الربا وأكله أضعافا مضاعفة ، كما كانوا في الجاهلية يقولون : إذا حل أجل الدين : إما أن تقضي وإما أن تربي ، فإن قضاه وإلا زاده في المدة ، وزاده الآخر في قدر الفائدة ، وهكذا كل عام ، فربما تضاعف القليل حتى يصير كثيرا مضاعفا.
وضم الله تعالى إلى هذا النهي لتأكيد تحريم الربا أمر المؤمنين بالتقوى لعلهم يفلحون في الدنيا والآخرة ، ثم زاد النهي تأكيدا فتوعدهم بالنار ، وحذرهم منها ثم شدد في الأمر بإطاعة الله والرسول ، ثم ندبهم إلى المبادرة إلى فعل الخيرات ، والمسارعة إلى نيل القربات.
وقد أوضحت في الجزء الثالث في تفسير آيات الربا (٢٧٥ ـ ٢٧٦ ،