ونصره ، يكون دائما قوي العزيمة ، شديد الشكيمة ، صلب الإرادة. فإن ظهرت فيه علائم الخوف من الكفرة كان مسلما بالوراثة والاسم الظاهر فقط ، وليس مؤمنا حقا.
والمشرك والكافر في قلق دائم ، واضطراب مستمر ، وخوف مستحكم في قلبه وفي أعماق نفسه ، إذ إن الكفر لا يلقي في نفسه شيئا صحيحا ثابتا من الطمأنينة والثقة ، وإنما هي موروثات وتقاليد يرددها ، وعصبية عمياء حجبته عن رؤية الحقائق ، وصدّته عن التفكير الصحيح بوحدانية الله وقدرته الشاملة وسلطانه القاهر في الدنيا والآخرة.
وآية إلقاء الرعب في قلوب الكفر دليل على بطلان الشرك عقلا وحسا ، وعلى سوء أثره في النفس ، إذ لا يلقي في النفس الثقة والأمان والطمأنينة ، وإنما على العكس يخلق الرعب ، وينشر الهلع والخوف في كل وقت.
وما أقوى وأشد تأثيرا من تهديدات القرآن وإنذاراته بالنار الحامية للكافرين ، ولو غضوا الطرف عنها ، فإنهم لا بد سامعون لها. ودل قوله : (وَبِئْسَ مَثْوَى الظَّالِمِينَ) المنبئ عن المكث الطويل على أنهم خالدون في النار ، ولا يخفف عنهم العذاب ، ولا هم يخرجون منها ، ولو لراحة وقتية ، أو تنفس واستنشاق هواء عليل فترة ما ، يرد عليهم نسيم الحياة ، وحلاوتها العذبة الرقراقة.
أسباب انهزام المسلمين في أحد وتفرقهم بعد وعدهم بالنصر
(وَلَقَدْ صَدَقَكُمُ اللهُ وَعْدَهُ إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بِإِذْنِهِ حَتَّى إِذا فَشِلْتُمْ وَتَنازَعْتُمْ