٧ ـ دل قوله تعالى : (إِنَّ اللهَ كانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً) على مراقبة الله في السر والعلن ، فهو إرشاد وأمر بمراقبة الرقيب ، ولهذا ذكر تعالى أن أصل الخلق من أب واحد وأم واحدة ليعطف بعضهم على بعض ويحثهم على ضعفائهم. وقد ثبت في صحيح مسلم من حديث جرير بن عبد الله البجلي أن رسول الله صلىاللهعليهوسلم حين قدم عليه أولئك النفر من مضر ـ وهم مجتابو النمار أي من عريهم وفقرهم ـ قام فخطب الناس بعد صلاة الظهر ، فقال في خطبته : (يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ) حتى ختم الآية ، ثم قال : (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ) [الحشر ٥٩ / ١٨] ثم حضهم على الصدقة فقال : «تصدق رجل من ديناره ، من درهمه ، من صاع بره ، من صاع تمره» الحديث. وهكذا رواه أحمد وأهل السنن عن ابن مسعود.
إيتاء اليتامى أموالهم وتحريم أكلها
(وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلا تَأْكُلُوا أَمْوالَهُمْ إِلى أَمْوالِكُمْ إِنَّهُ كانَ حُوباً كَبِيراً (٢))
البلاغة :
(وَآتُوا الْيَتامى أَمْوالَهُمْ) مجاز مرسل باعتبار ما كان ، أي أتوا الذين كانوا يتامى.
(وَلا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ) : الباء داخلة على المتروك ، كما هو المقرر لغة ، وفيهما طباق.
المفردات اللغوية :
(الْيَتامى) جمع يتيم : وهو من فقد أباه ، وهو شرعا وعرفا مختص بمن كان دون البلوغ ،