إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ (١٠١) يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (١٠٢) وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَكُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٠٣))
الإعراب :
(وَكُنْتُمْ عَلى شَفا) الجار والمجرور في موضع نصب ؛ لأنه خبر كان. و (شَفا) : أصله شفو ، فتحركت الواو وانفتح ما قبلها ، فقبلت ألفا.
البلاغة :
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ) استفهام تعجب وتوبيخ واستبعاد وقوع الكفر منهم مع تلاوة القرآن ووجود الرسول فيهم (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ) استعارة تصريحية ، شبه القرآن بالحبل ، وأستعير اسم المشبه به وهو الحبل للمشبه وهو القرآن ، بجامع النجاة في كل منهما.
(شَفا حُفْرَةٍ) استعارة تمثيلية ، شبه حالهم في الجاهلية بحال المشرف على حفرة عميقة.
المفردات اللغوية :
(وَكَيْفَ تَكْفُرُونَ) تجحدون ، وهو استفهام تعجب وتوبيخ (يَعْتَصِمْ) يتمسك به (حَقَّ تُقاتِهِ) الحق : الوجوب والثبوت ، والتقاة : التقوى ، والأصل فيه : اتقاء حقا ، أي اتقوه التقوى الواجبة : بأن يطاع فلا يعصى ، ويشكر فلا يكفر ، ويذكر فلا ينسى ، فقالوا : يا رسول الله ، ومن يقوى على هذا ، فنسخ بقوله تعالى : (فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ).
(وَاعْتَصِمُوا) تمسكوا (بِحَبْلِ اللهِ) هو العهد أو الدين أو القرآن أو الإسلام ، وكل ذلك مترادف المعنى (شَفا حُفْرَةٍ) طرف حفرة ، وأشفى على الشيء : أشرف عليه. وهو مثل يضرب في القرب من الهلاك. وأريد به هنا القرب من النار أي ليس بينكم وبين الوقوع في النار إلا أن تموتوا كفارا (فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها) بالإيمان (كَذلِكَ) كما بيّن لكم ما ذكر يبين لكم الآيات.