وهبة الرحمة والفضل من الله ، والتوفيق إلى الخير والسداد ، إنك أنت الوهاب.
قالت عائشة رضياللهعنها : كان رسول الله صلىاللهعليهوسلم كثيرا ما يدعو : «يا مقلّب القلوب ثبّت قلبي على دينك» قلت : يا رسول الله ، ما أكثر ما تدعو بهذا الدعاء ، فقال : «ليس من قلب إلا وهو بين أصبعين من أصابع الرحمن ، إن شاء أن يقيمه أقامه ، وإن شاء أن يزيغه أزاغه».
٢ ـ (رَبَّنا ، إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ ...) أي ربنا إنك تجمع الناس للجزاء في يوم لا شك فيه ، ووعدك الحق الذي لا يخلف. وتعليمنا هذا الدعاء لنشعر بالخوف من تسرّب الزيغ الذي يسلب الرحمة في ذلك اليوم. وفي هذا إقرار بالبعث يوم القيامة.
فقه الحياة أو الأحكام :
دلت الآيات على أن آيات القرآن أكثرها محكم ، وبعضها متشابه ، وأن المتشابه لا يعلم المراد منه إلا الله والمتمكنون من العلم ، لكن علمهم الله طريق العصمة من الزيغ في فهم المتشابه بدعاءين : (رَبَّنا لا تُزِغْ قُلُوبَنا ... رَبَّنا إِنَّكَ جامِعُ النَّاسِ ...) وأما الزائغون فيتبعون المتشابه.
وقد أوردت أمثلة من المحكم والمتشابه ، وأبنت المراد منهما على الأصح ، وسأذكر أمثلة أخرى للمتشابه.
نماذج من المتشابه :
روى البخاري عن سعيد بن جبير قال : قال رجل لابن عباس : إني أجد في القرآن أشياء تختلف علي ، قال : ما هو؟ قال : (فَلا أَنْسابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَساءَلُونَ) [المؤمنون ٢٣ / ١٠١] وقال : (وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلى بَعْضٍ يَتَساءَلُونَ) [الصافات ٣٧ / ٢٧]. وقال : (وَلا يَكْتُمُونَ اللهَ حَدِيثاً) [النساء ٤ / ٤٢] وقال :