ومقتضى الحمد والشكر تذكر المحتاج ومواساة الفقير والمسكين ، ومما يرغب في النفقة أن اليد العليا ـ المنفقة ـ خير من اليد السفلى ـ الآخذة.
تخويف الشيطان من الفقر والفهم الصحيح للقرآن
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ وَاللهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلاً وَاللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ (٢٦٨) يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَما يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُولُوا الْأَلْبابِ (٢٦٩))
الإعراب :
(الشَّيْطانُ يَعِدُكُمُ) مبتدأ ، وجملة (يَعِدُكُمُ) خبره ، وسمي شيطانا (فيعالا) من شطن أي بعد ؛ لأنه بعد عن رحمة الله ، وقيل في وجه ضعيف : على وزن فعلان : من شاط يشيط : إذا احترق.
البلاغة :
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ) وفي قراءة «تشاء» على الخطاب ، وهو التفات إذ هو خروج من غيبة إلى خطاب.
المفردات اللغوية :
(يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ) أي يخوّفكم من الفقر إن تصدقتم ، فتمسكون ما بأيدكم ، فلا تنفقوه في مرضاة الله ، والفقر : سوء الحال وضيق ذات اليد. (وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشاءِ) أي يغريكم بالبخل ومنع الزكاة (وَاللهُ يَعِدُكُمْ) على الإنفاق (مَغْفِرَةً مِنْهُ) صفحا من الله عن ذنوبكم. (وَفَضْلاً) رزقا وخلفا منه (وَاللهُ واسِعٌ) فضله (عَلِيمٌ) بالمنفق.
(يُؤْتِي الْحِكْمَةَ) العلم النافع المؤدي إلى العمل ، المؤثر في النفس ، واختلف العلماء في