وقال بعضهم : فى قولهم : «الحُمْق نقصان أو بُطلانٌ فى الأفعال الفكريّة» إشْكالٌ لأنّ البُطلان لا يسمَّى حُمقا ، اذ لا تدبير معه أصلا ، والصّواب ـ عنده ـ أنْ يقال : إنّه نقصان فى الأفعال الفكريّة ، أى : من غير «بطلان» وسبب هذا المرض ، أعنى الرُّعونة والحُمق ـ لأنّهما لفظان مترادفان معناهما واحد ـ إمّا برودة ساذجة أو مع يَبْس مشتمِل على جوهر البطن الأوسط من الدّماغ فى طول الأيّام والمُدَد ، وإمّا برودة مع بلغميّة فى تجاويف أوعيته. وعَلاجُه بتسخين الدّماغ وترطيبه إنْ كان مع يُبوسة أو بتحليل ما فيه ، والاستفراغات بالأدوية الكبار والقَىء بالسّكنجبين العُنْصُلِىَّ وبَذر الفجل إنْ كان عن مادّةٍ ، ومع ذلك فيجب أن يُقبل على تنبيه القلب بالأدوية الخاصّة به مثل دواء المسك والمثْروديطوس (١٣٣) ونحوهما.
والبَقلة الحَمْقَاء : هى البقلة المعروفة بالرّجْليّة ، وإنّما وُصفت بالحُمق لأنّها تنبت فى مجرى السّيل فيقلّها ، وفى الطُّرُقات فتُداس. وتوصف أيضا بالبقلة المبارَكة لكثرة منافِعها ، وبالبقلة اللّيّنة للِينها ورُطوبتها وببقلة الزّهراء ، لأن الزّهراء ،
رضى الله عنها ، كانت تحبّها. وتسمى بالفِرْفِين ، وبالفِرْفِح.
وهى باردة فى الثّالثة رطبة فى الثّانية ، قامعة للصّفراء ، قاطعة للعطش والقىء والاختلاج ، مُسكنة للالتهاب الذى فى المعدة والكبد وللحُرْقَة الكائنة فى الكُلى والمثانة. ونافعة من قُروح الأمعاء ، وهى من أغذية المحمومين والمحرورين وتنفع ضِمادا من جميع الأورام الحارّة ، وعصارتها تنفع من نَفْث الدّم. وتُخرج حَبَّ القَرْع وتزيد فى الباه فى الأمزجة الحارّة ، وتنقصه فى الأمزجة الباردة. والإكثار منها مُضعف للبصر وإصلاحها بالنَّعْنَع. وبذرُها مَغسولا مدقوقا يُدرّ البَول ويُليّن الطّبيعة ، وإذا نُشِرَ فى أفواه الصّبيان نفع من القُلاع والخراج ، وإذا قُلى من غير غسل واستعمِل قوَّى الأمعاء وأمسك الطّبيعة. والحُمَيْقاء : نوع من الجُدَرىّ الخفيف ، وهى حَبّات بِيْض كبار مُتفرّقة يمكن عَدُّها.