وهو عَسِر البُرْءِ ، وخُصوصاً المزمن ، والآخِذ فى الزّيادة. وقد يُرْجَى بُرْءُ الذى إذا غُرِزَتْ فيه الإبْرة (٩١) خرجتْ منه رُطوبة دَمويّة ، وإذا حُكَّ احْمَرَّ.
والأسود منه ليست تسميتُه نسبةً إلى الأبيض كنسبة البهق الأسود إلى البهق الأبيض (٩٢) ، بل البَرَص الأسود يَتَقَشَّر معه الجلد مع حكّة وخشونة قويّة ويغطّيه مثل فَلس السَّمَك.
وأمّا الشّيء الذى يُسَمَّى بالبَرَص الأسود فليس مُقابل البَرَص الأبيض ، كمُقابلة البَهَق الأسود الى البَهَق الأبيض ، بل هو جنس مُخالف فى المعنى للبرص الأبيض ، وذلك لأنّ البَرَص الأسود هو المسمَّى بالقُوباء المتقشِّرة ، وهو تحرِّق يَعرض للجلد مع خشونة شديدة وتَفْليس كما يكون للسَّمَك مع حكَّة.
وسببه سوداء رديئة تَشَرَّبَها المحلُّ فأثَّرت فيه وفى لَونِه ، وهو من مقدِّمات الجُذام.
وعلاج الأبيض اسْتفراغ المادّة بالأدوية القويّة كأيارج لوغاذيا (٩٣) ، وتبديل المزاج بالأغذية الجيّدة والمعاجين الحارّة والأطلية المسخِّنة الجاذِبة للدَّم.
وفى علاج البَرَص والبَهَق الأبيضين يجب أنْ يُجْتَنَب الفَصْد إنْ لم يكن مُوجِبُه أمراً قويّاً (٩٤) والحمّام إلّا أحيانا على الرِّيق ، والشَّراب إلّا الصِّرف ، والتَّعَرُّق فى الحمّام ينفعه إنْ كان نقىَّ البَدَن.
ويُستعمل القَىء أوّلاً ثمّ الأدوية المستفرغة للبَلْغَم إن لم يكن البَدَن نقيٍّا ، ثمّ المُدِرّات والمُسَهِّلات مثل الإِيارجات تُسْقَى فى طَبيخ الهَلِيْلَج (٩٥) والأفتيمون والبِسْفايج (٩٦) والزّبيب. ولحَبِّ النّيل خاصيّة عجيبة فى استفراغ الخِلط السّاقى للبَهَق والبَرَص.
ومن المُسهِلات الموافقة لهم أَيارِج فَيْقَرا (٩٧) مُركَّبا بشَحْم الحنظَل ، أو على هذه الصّفة :
يؤخذ من الدّارجينى (٩٨) والسُّنْبُل وعيدان البَلَسان (٩٩) والمُصْطَكَى (١٠٠) والأسَارون (١٠١) والزَّعْفَران والسّادج (١٠٢) والفَوْدَنْج