وللسيّد الداماد كلام طويل في إثبات هذا المعني (١) نقله السّيد بحر العلوم رحمهالله في رجاله ، (٢) نذكر هنا بعضه تأييدا لأصل المرام ، وإن كان إثبات الصغريات محتاجا إلى المراجعة والتّحقيق ... قال رحمهالله :
إنّ لمشايخنا الكبراء مشيخة يوقّرون ذكرهم ويكثرون من الرّواية عنهم والاعتناء بشأنهم ويلتزمون أرداف تسميتهم بالرضيلة عنهم أو الرحملة لهم البتة ، فأولئك أيضا ثبت فخماء وإثبات أجلّاء ذكروا في كثب الرجال أو لم يذكروا.
والحديث من جهتهم صحيح .. وهم : كأبي الحسن علي بن أحمد بن أبي جيّد ، وأبي عبد الله الحسين بن عبيد الله الغضائري ، وأبي عبد الله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر ، أشياخ شيخ الطّائفة أبي جعفر الطّوسي والشّيخ أبي العبّاس النجّاشي ... (٣). وكابن شاذان ... أحمد بن علي بن الحسن ، وابن الجندي أحمد بن محمّد ... الجراح شيخي النجّاشي ، يستند إليهما ويعظّم ذكرهما كثيرا ... وكأشياخ الصدوق ... : الحسين بن أحمد بن إدريس ... الأشعري ... ومحمّد بن علي ماجيلويه القمّي ... ومحمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقاني ، وأحمد بن علي بن زياد ومحمّد بن موسى المتوكّل ، وأحمد بن محمّد بن يحيى العطّار ... وجعفر بن محمّد بن مسرور ، وعلي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، والمظفر بن جعفر بن المظفر العمري العلوي ... ومحمّد بن محمّد بن عصام الكليني وعلي بن أحمد بن موسى.
فهؤلآء كلّما سمّي الصّدوق واحدا منهم في سند الفقيه وفي أسانيده المعنعنة في كتاب عيون أخبار الرضا ، وفي كتاب عرض المجالس ـ أي : أمالي الشّيخ الصّدوق. وفي كتاب : كمال الدّين وتمام النّعمة ، قال : رحمهالله وكلّما ذكر اثنين منهم أو قرن أحدا منهم بمحمّد بن الحسن بن الوليد ، أو بأبيه الصّدوق ، قال رضياللهعنهما. وكلّما سمّي ثلاثة منهم ... قال : رضي الله تعالى عنهم.
ثمّ سمّي السّيد الداماد جمعا آخر من مشائخ الصّدوق ، وجمعا من مشائخ الكليني.
أقول : المتيقّن هو الحكم بحسن حال من تكرّر في حقّه الرضيلة عنهم والرحملة لهم أو
__________________
(١) الرواشح السمائية : ١٠٤ ـ ١٠٧ ، الراشحة : الثّلاثة والثلاثون.
(٢) كتاب الرجال : ٤ / ٧٢.
(٣) لم يترحم النجّاشي على أشياخه في فهرسته (رجاله) حين ذكر الأسانيد إلّا قليلا ، ولعلّه لم يكثر من الترحّم والترضّي عن أحدهم على ما لا حظت مقدارا كثيرا من كتابه المذكور. وكذا الشّيخ في فهرسته في غير حقّ الشّيخ المفيد.