الحلّي رحمهالله وإن أراد كلّ كتاب وإن لم يكن فقيها ، فهو أيضا حقّ ، فإنّ
الشّيخ رحمهالله ذكر في فهرسته أنّ له أي : ـ الطاطري ـ كتب كثيرة في نصرة
مذهبه ، وله كتب في الفقه رواها من الرجال الموثوق بهم برواياتهم. وعلى الجملة
المستفاد من العبارة المذكورة وثاقة جميع من روي عنهم الطاطري في كتبه الفقهيّة ،
فلا بدّ من التّتبع واستخراج أسمائهم من التّهذيب وغيره.
فإن قلت : حكم
الشّيخ بتوثيق المروي عنهم للطّاطري غير مقبول ، فإنّ طريق الشّيخ إلى كتبه ضعيف ـ
كما يأتي في شرح المشيخة ـ فلم يثبت للشيخ كتبه بطريق معتبر حتّى يقبل نظره فيها
وفي رواة أخبارها.
قلت : لعلّ للشيخ
طريقا إليها غير ما هو مذكور في المشيخة ـ كما يظهر من خاتمتها ـ ولم يظهر منه قدسسره أنّ نظره هذا لأجل هذا الطّريق الضعيف.
اللهم إلّا أن
يقال : بأنّ الشّيخ وإن صرّح بتعدّد طرقه إلى أرباب الكتب ، لكنّه ذكر أيضا أنّها
مذكورة في فهرسته ، والمفروض أنّ طريقه إلى كتب الطاطري فيها ـ أي : في الفهرست ـ
أيضا ضعيف ، فالاستفادة المذكورة لا تخلو عن إشكال.
والأحسن أنّ يقال
: إنّ ضعف أسناد الشّيخ رحمهالله إلى كتب الطاطري لا يضرّ بتوثيقه لمن يروي عنه الطاطري ،
فإنّ الشّيخ يخبر عن وثاقة أشخاص معينين. وإن لم يثبت وصف رواية الطاطري عنهم ،
فما ذكره السّيد الأستاذ وغيره لا بأس به إن شاء الله ، وإن قلّت ثمرة هذا البحث حسب
تتبّعي النّاقص.
لكن يمكن أن يورد
عليه بعدم الحصر في كلام الشّيخ ، فروايته عن بعض الرجال الضعفاء في بعض الموارد
غير منافية لكلامه. والاعتماد على إطلاق هذه الكلمات حسب المتعارف لتوثيق جميع
رواة كتبه الفقهيّة خلاف الإنصاف وخلاف العادّة جزما ، فلا بدّ من الاحتياط.
ثمّ إنّه يأتي في
شرح المشيخة ما حكي عن الشّيخ في العدّة إنّ الطّائفة عملت بما رواه الطاطريّون
فيكون جميع الملقبين بالطاطريّين ثقات أو موثقين. فتأمّل.
__________________