نعم ، إذا اطمئن
الباحث من شهرة كتاب بعدم زيادة أو نقيصة مغيرة للمعنى في النسخة الواصلة إليه منه
، فله العمل به فإنّ الاطمئنان حجّة عقلائيّة لم يثبت الردع الشّرعي عنه.
١٢. حول اعتبار إرشاد
المفيد رحمهالله
وأماليه
أمّا المؤلّف
فوثاقته ومقامه وجلالته أشهر من أن تحتاج إلى بيان ، وهو رئيس الطائفة رضياللهعنه ؛ وأمّا الإرشاد فقد ذكره النجّاشي ، والشّيخ قدّس الله
سرهما ، وأمّا الأمالي فسمّى النجّاشي من جملة كتب المفيد المجالس المحفوظة في
فنون الكلام ، وكتاب الأمالي المتفرّقات ، فالظاهر هو أحدهما ، ولم يذكره الشّيخ
في فهرسته فإنّه اكتفي ببيان بعض مصنّفاته ، وقال : له قريب من مأتي مصنّف كبار
وصغار وفهرست كتبه معروف ، وكان المفيد رحمهالله ، شيخ النجّاشي والشّيخ الطوسي رضياللهعنهم.
وقال المجلسي في
بحاره : وكتاب الإرشاد أشهر من مؤلّفه رحمهالله ، وكتاب المجالس ، وجدنا منه نسخا عتيقة ، والقرائن تدلّ
على صحّته.
قيل طبع الإرشاد
غير مرّة بايران أحدها سنة ١٣٠٨ ، وطبع الأمالي بالنجف سنة ١٣٦٧ ه.
أقول : فالاعتماد
على الإرشاد ، لا بأس به ؛ وأمّا الاعتماد على الأمالي فلا يخلوّ عن وجل.
١٣. حول أمالي الشّيخ
وغيبته ومصباحه وأمالي ابنه رحمهالله
وقد ذكرها الشّيخ رحمهالله نفسه في فهرسته في جملة كتبه ، فقال : وله كتاب المجالس في
الإخبار ... وله كتاب الغيبة ، وله مصباح المتهجد في عمل السنة كبير ، كما في معجم
الرجال. وقال المجلسي : وكتب الشّيخ أيضا من الكتب المشهورة إلّا كتاب الأمالي ،
فإنّه ليس في الاشتهار كسائر كتبه ، لكن وجدنا منه نسخا قديمة عليها إجازت الأفاضل
، ووجدنا ما نقل عنه المحدّثون والعلماء بعده موافقا لما فيه.
وأمالي ولده
العلّامة في زماننا أشهر من أماليه ، وأكثر النّاس يزعمون أنها أمالي الشّيخ ،
وليس كذلك ، كما ظهر لي من القرائن الجلية. ولكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في
الاعتبار والاشتهار ، وإن كان أمالي الشّيخ عندي أصحّ وأوثق ، انتهى.
__________________