والثالث ضعيف بأحمد بن محمّد بن موسى بن الصلت : وأمّا ابن عقدة ، فهو موثق وقوله معتمد ، وإن كان زيديا جاروديا. وجعفر بن عبد الله ثقّة ، فإنّه رأس المدري ظاهرا.
والرابع : ضعيف ؛ لأنّ رواته كلّهم مجاهيل والخامس ضعيف بجهالة ابن عبدون ويونس العطار ، وقد عرفت أنّ صحّة أسناده في الفهرست لا تنفع لصحّة أسناد أحاديث التهذيبين ، كما استظهرناه أخيرا ، ولا أقلّ من الشّك فيه ، والله أعلم.
وقال قدّس سره : وما ذكرته عن سهل بن زياد ، فقد رويته بهذه الأسانيد ، عن محمّد بن يعقوب ، عن عدّة من أصحابنا منهم علي بن محمّد ، وغيره عن سهل بن زياد.
أقول : السند معتبر وإن كان علي بن محمّد ، وهو ابن الزبير القرشي مجهول الحال ؛ لأنّ العدّة لا تكذب ، وأمّا من تصدّي لتوثيقه أي القرشي بكلام النجّاشي ، فقد ابتعد عن الحقّ غايته ، كما هو ظاهر لمن راجع المطولات.
وأمّا سهل نفسه ، فقد اختلفت فيه الأقوال ، والأصحّ أنّه ضعيف لا يعتبر روايته ، وطريق الشّيخ إليه في الفهرست أيضا معتبر ، لكن لا ثمرة له بعد ضعف سهل نفسه.
قال قدّس سره : وما ذكرته في هذا الكتاب عن علي بن الحسن بن فضّال ، فقد أخبرني به أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر سماعا منه ، وإجازة عن علي بن محمّد بن الزبير ، عن علي بن الحسن بن فضّال.
أقول : قد عرفت أنّ ابن الحاشر وابن الزبير كليهما مجهولان ، وأمّا ابن فضّال ، فهو فطحي ثقة ، وهذا هو طريق الشّيخ إليه في الفهرست أيضا ، وليس له طريق آخر غير هذا الطريق الضعيف ، نعم ، بين المشيخة والفهرست فرق من جهة كيفيّة الإخبار ، ففي الثّاني : أخبرنا بجميع كتبه قراءة عليه أكثرها والباقي إجازة ، أحمد بن عبدون عن علي بن محمّد بن الزبير سماعا ، وإجازة عن علي بن الحسن بن فضّال.
فإن قلت : قد روي عن غيبة الشّيخ عن أبي محمّد المحمّدي ، عن أبي الحسن محمّد بن المفضل بن همام ، عن عبد الله الكوفي خادم الشّيخ حسين بن روح (١) ، قال : سأل الشّيخ ـ يعني : أبا القاسم ـ عن كتب أبي العزاقر بعد ما ذمّ وخرجت فيه اللعنة! فقيل له كيف نعمل بكتبه
__________________
(١) الوسائل : ١٨ / ٣٠١ ، هكذا : محمّد بن الحسن في كتاب الغيبة عن أبي الحسين بن تمام عن عبد الله الكوفي خادم الحسين بن روح عن أبي محمّد الحسن بن علي عليهالسلام أنّه سأل عن كتب بني فضّال؟ فقال : «خذوا بما رووا وذروا ما رأوا».