وانْتَحَيْتُ لفلانٍ ، أى عَرَضت له. وأَنْحَيْتُ على حَلْقه السكّيَن ، أى عرضت. ونَحَّيْتُهُ عن موضعه تَنْحِيَةً ، فتَنَحَّى.
وقال (١) :
* كتَنْحِيَةِ القَتَبِ المُجْلَبِ (٢) *
والنَّحْوُ : إعراب الكلام العربىّ ، وحُكى عن أعرابىٍّ أنّه قال : «إنكم لتنظرون فى نُحُوٍّ كثيرة» ، فشبَّهها بعُتُوٍّ ، وهو قليل ، والوجه فى مثل هذا الواو إذا جاءت فى جمعٍ الياء ، كقولهم فى جمع ثَدْىٍ وعَصاً وحَقْوٍ : ثُدِىٌّ وعُصِىٌّ وحُقِىٌّ.
وبنو نَحْوٍ : قومٌ من العرب.
والنِّحْىُ بالكسر : زِقٌّ للسمن ، والجمع أَنْحَاءٌ ، عن أبى عبيدة. وفى المثل : «أَشْغَلُ من ذات النِّحْيَيْنِ»، وهى امرأةٌ من تَيم الله بن ثعلبة كانت تبيع السمن فى الجاهلية ، فأتاها خَوَّاتُ ابن جُبَير الأنصارى فساومَها فحلّت نِحْياً مملوءًا فقال : أَمْسِكِيهِ حتَّى أنظر إلى غيره ، ثم حلّ آخر وقال لها : أَمْسِكِيهِ ، فلمَّا شغل يدَيْها ساوَرَها حتَّى قضى ما أراد وهرب ، فقال فى ذلك :
وذاتِ عيالٍ وَاثِقِينَ بعقلها |
|
خَلَجْتُ لها جارَ اسْتِها خَلَجاتِ |
وشَدَّتْ يديها إذْ أردتُ خِلَاطَها |
|
بنحْيَيْنِ من سَمْنٍ ذَوَىْ عُجراتِ |
فكانتْ لها الويلاتُ من تَرْكِ سَمْنِها |
|
ورَجْعَتِها صِفْراً بغير بَتاتِ |
فشَدَّتَ على النِّحْيَيْنِ كَفًّا شحيحةً (٣) |
|
على سَمْنِها والفتكُ من فَعَلاتِى |
ثمَّ أسلم خَوَّاتٌ وشهد بدراً فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : «يا خوّاتُ كيف كان شِرَادُكَ» وتبسَّمَ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : يا رسول الله ، قد رزَقَ اللهُ خيراً ، وأعوذ بالله من الحَوْرِ بعد الكَوْرِ.
وهجا رجلٌ بنى تيم الله فقال (٤) :
أناسٌ رَبَّةُ النِّحْيَيْنِ منهم |
|
فعُدُّوها إذا عُدَّ الصَمِيمُ (٥) |
__________________
(١) النابغة الجعدى.
(٢) صدره :
أمر ونحي عن زوره
(٣) قال ابن برّى : الصواب «كَفَّىْ شحيحةٍ» تثنية كَفٍّ.
(٤) العُدَيْلُ بن الفرخ.
(٥) قبله :
تزحزح يا ابن تيم الله عنا |
|
فما بكر أبوك ولا تميم ـ |