وأمَّا قول طفيل (١) :
يُذَدْنَ ذِيَادَ الخَامِسَاتِ وقد بَدَا |
|
ثَرَى الماء من أَعْطَافِهَا المُتَحَلِّبِ |
فإنَّه يريد العَرَقَ.
قال الأصمعىّ : العرب تقول : «شَهْرٌ ثَرَى ، وشهرٌ تَرَى ، وشهرٌ مَرْعَى» أى تُمطِر أوّلاً ثم يطلُع النبات فتراه ، ثمّ يطول فترعاه النَعَمُ.
والثَرَاءُ : كثرةُ المال. قال علقمة بن عَبَدة يصف النساء :
يُرِدْنَ ثَرَاءَ المالِ حيثُ عَلِمْنَهُ |
|
وشَرْخُ الشبابِ عندهنّ عجيبُ |
والمالُ الثَرِىُ ، على فَعِيلِ ، هو الكثير ، ومنه رجلٌ ثَرْوَانُ وامرأةٌ ثَرْوَى ، وتصغيرها ثُرَيَّا.
وثُرَيَّا : اسمُ امرأةٍ من أميَّةَ الصُغرى شبّب بها عمر بن أبى ربيعة.
والثُرَيَّا : النجمُ.
والثَرْوَةُ : كثرةُ العدد. قال ابن السكيت : يقال إنه لذو ثَرْوَةٍ وذو ثَرَاءٍ ، يراد به : إنّه لذو عَدَدٍ وكثرةِ مال. قال ابن مُقْبل :
وثَرْوَةٌ من رجالٍ (٢) لو رأيتَهم |
|
لقلتَ إحدى حِرَاجِ الجَرِّ من أُقُرِ |
ويقال : هذا مَثْرَاةٌ للمال ، أى مَكْثَرَةٌ.
وثَرِيتُ بك ، بكسر الراء ، أى كَثُرْتُ بك. ويقال : ثَرِيتُ بفلانٍ فأناثَرٍ به ، أى غنىٌّ عن الناس.
وقال ابن السكيت : ثَرِىَ بذلك يَثْرَى ، إذا فرِح به وسُرَّ.
الأصمعى : ثَرَا القومُ يَثْرُونَ ، إذا كَثُرُوا ونَمَوْا. وثَرَا المالُ نفسُه يَثْرُو ، إذا كَثُرَ.
وقال أبو عمرو : ثَرَا الله القومَ : كَثَّرَهُمْ.
وثَرَوْنَا القومَ ، أى كنّا أكثر منهم. وأَثْرَى الرجلُ ، إذا كَثُرَتْ أموالُه. قال الكميت يمدح بنى أمية :
لَكُمْ مَسْجِدَا اللهِ المَزُورَانِ والحَصَى |
|
لَكُمْ قِبْصُهُ من بين أَثْرَى وأَقْتَرَا |
أراد من بينِ مَن أَثْرَى ومن أقتر ، أى من بين مُثْرٍ ومُقْتِرٍ.
وأَثْرَتِ الأرضُ : كَثُرَ ثَرَاهَا. وأَثْرَى المطرُ : بَلَ الثَرَى.
__________________
(١) الغنوىّ.
(٢) ويروى : وثورة من رجال. وبعده : إلى كراكر بالأمصار والحضر