وبَغَى ضالّته ، وكذلك كلّ طَلِبَةٍ بُغَاءً بالضم والمدّ ، وبُغَايَةٌ أيضاً.
يقال : فَرِّقُوا لهذه الإبل بُغْيَاناً يُضِبُّونَ لها ، أى يتفرَّقون فى طلبها.
وبَغَتِ المرأة بِغَاءً بالكسر والمدّ ، أى زَنَتْ ، فهى بَغِىٌ ، والجمع بَغَايَا.
وقوله تعالى : (وَما كانَتْ أُمُّكِ بَغِيًّا)، مثل قولهم : مِلْحَفَةٌ جديدٌ ، عن الأخفش.
وخرجَتِ المرأة تُبَاغِى ، أى تُزَانِى. والأَمَةُ يقال لها بَغِىٌ ، وجمعها البَغَايا ، ولا يراد به الشَتم ، وإنْ سُمِّينَ بذلك فى الأصل لُفجورهن. يقال : قامت على رءوسهم البَغَايا. قال طُفَيل (١) :
فأَلْوَتْ بَغاياهُمْ بنا وتَباشرتْ |
|
إلى عُرْضِ جيشٍ غيرَ أنْ لم يُكَتَّبِ (٢) |
قوله : أَلْوَتْ ، أى أشارت. يقول : ظَنُّوا أنَّا عِيرٌ فَتبَاشَروُا بنا فلم يشعروا إلّا بالغارَةِ. وقال الأعشى :
يَهَبُ الجِلَّةَ الجَرَاجِرَ كالبُسْ |
|
تَانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطفالِ |
والبَغَايَا يَرْكُضْنَ أَكْسِيَةَ الإضْ |
|
رِيح والشَرْعَبِىَّ ذا الأذيالِ |
والبَغَايَا أيضاً. الطلائعُ التى تكون قبل وُرود الجيش.
وبيتُ طُفَيل على الإماء أدلُّ منه على الطلائع (٣).
قال الأصمعىّ : رَفَعْنَا بَغْىَ السماء خَلْفَنا ، أى معظم مطرها.
والبَغْىُ : اختيالٌ ومرحٌ فى الفرس. قال الخليل : ولا يقال فرسٌ بَاغٍ.
وبَغَيْتُ الشىءَ : طلبْتُهُ.
ويقال بَغَيْتُ المال من مَبْغَاتِهِ ، كما تقول : أتيتُ الأمر من مَأتاتِهِ ، تريد المَأتَى والمَبْغَى.
وبَغَيْتُكَ الشئ : طَلَبْتُهُ لك ، ومنه قول الشاعر :
__________________
(١) الغَنَوِىُّ.
(٢) قبله :
رأى مجتنو الكرات من رمل عالج |
|
رعالا بدت من أهل شرج وأيهب |
يُكَتَّبُ : يُجَمَّعُ. يصغِّر أمرهم ويقول : إنّ الكرّاث طِعْمَتُهم واعتمالهم ، أى قيامهم بحرثه.
وشَرْجٌ ، وأَيْهَبُ : من ديار غَنِىٍّ. وقوله : تباشرت : أى ظنّوا أنه شىء يسرُّهم. وقوله : غير أن لم يكتّب ، يقول : هو جيش عظيم مجتمِع ، ليس بكتائبَ مفترقة.
(٣) من «على الإماء» إلى هنا رسم فى الأصل المطبوع على أنه شعر ، وإنما هو كلام منثور تعليق على ما مضى من بيت طفيل.