رَكعتين ، تقرء في الأولى « الحمْد » و « يس » وفي الثّانية « الحمد » و « الرَّحمن » ، وإن شئتَ صلَّيت خَلْف القبر ، وعند رأسه أفضل. فإذا فرغتَ فصلِّ ما أحببتَ إلاّ أنَّ رَكعتي الزِّيارة لا بدَّ منهما عند كلِّ قبر ، فإذا فرغتَ من الصَّلاة فارْفَعْ يديك وقل : « اللّهُمَّ إنّا أتَيْناهُ مُؤمِنينَ بِهِ ، مُسَلِّمِينَ لَهُ ، مُعْتَصِمِينَ بِحَبْلِهِ ، عارِفينَ بِحَقِّهِ ، مُقِرّينَ بِفَضْلِهِ ، مُستَبْصِرينَ بِضَلالَةِ مَنْ خَالَفَهُ ، عارِفينَ بالْهُدَى الَّذي هُوَ عَلَيْهِ ، اللّهُمَّ إنّي اُشْهِدُكَ وَاُشْهِدُ مَنْ حَضَرَ مِنْ مَلائِكَتِكَ ، أنّي بِهِمْ مُؤْمِنٌ ، وَأنّي بِمَن قَتَلَهُمْ كافِرٌ ، اللّهُمَّ اجْعَلْ لِما أقُولُ بِلِساني حَقيقَةً في قَلْبي ، وَشَريعَةً في عَمَلي ، اللّهمَّ اجْعَلْني مِمَّنْ لَهُ مَعَ الحُسَينِ بْنِ عَليٍّ عليهماالسلام قَدَمٌ ثابِتٌ ، وَأثْبِتْني فيمَنِ اسْتُشْهِدَ مَعَهُ ، اللّهُمَّ ألْعَنِ الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَكَ كُفْراً ، سُبْحانَكَ يا حَلِيمُ عَمّا يَعْمَلُ الظّالِمُونَ في الأرْضِ ، تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ يا عَظِيمُ ، تَرى عَظيمَ الجُرْمِ مِنْ عِبادِكَ فَلا تُعجِّلُ عَلَيْهِمْ ، تَعالَيْتَ يا كَريمُ ، أنْتَ شاهِدُ غَيرُ غائِبٍ ، وَعالِمٌ بما اُتي إلىُ أهْلِ صَفْوَتِكَ وَأحِبّائِكَ مِنَ الأمِرِ الَّذي لا تَحْمِلُهُ سَماءٌ وَلا أرْضٌ ولو شِئْتَ لانْتَقَمْتَ مِنْهُمْ ، وَلكِنَّكَ ذو أناةٍ ، وَقَدْ أمْهَلْتَ الَّذِينَ اجْتَرَؤوا عَلَيْكَ وَعَلى رَسُولِكَ وَحَبِيبِكَ ، فأسْكَنْتَهُمْ أرْضَكَ ، وَغَذَوتَهُم بِنِعْمَتِكَ ، إلى أجَلٍ هُمْ بالِغُوهُ ، وَوَقْتٍ هُمْ صائِرُونَ إلَيْهِ ، لِيَسْتَكْمِلُوا الْعَمَلَ الَّذي قَدَّرْتَ ، وَالأجَلَ الَّذِي أجَّلْتَ ، لِتُخَلِّدَهُمْ في مَحَطٍّ وَوَثاقٍ (١) وَنارِ [جَهَنَّمْ] ، وَحَمِيمٍ وَغُسّاقٍ ، وَالضَّريعِ وَالأحْراقِ (٢) ، والأغْلالِ وَالأوْثاقِ ، وَغِسْلِين وَزَقُّومٍ (٣) وَصَدِيدٍ ، مَعَ
__________________
١ ـ المَحطّ محلّ الانحطاط والنُّزول إلى السِّفل. ( البحار ) والوَثاق : ما يشدّ به.
٢ ـ الغسّاق ـ بالتّخفيف والتّشديد ـ : ما يسيل مِن صديد أهل النّار وغسالتهم ، وقيل : ما يسيل من دموعهم. وقيل : هو الزّمهرير. والضّريع : هو نبت بالحجاز له شوك كبار. والأحراق ـ بالفتح ـ جمع الحَرَق النّار ـ بالتّحريك ـ : لَهَبُها. ( النّهاية )
٣ ـ الغِسلين هو ما انغسل من لحوم أهل النّار وصديدهم ، والياء والنّون زائدتان. والزَّقّوم ما وصف الله تعالى في كتابه العزيز فقال : « إنَّ شَجَرَتَ الزَّقُّومِ * طَعامُ الأَثيمِ » [الدّخان : ٤٣] وقال : « إنّها شَجَرَةٌ تَخْرُجُ في أصْلِ الجحيمِ * طَلْعُها كَأَنَّهُ رُؤوسُ الشَّياطينِ » [الصافات : ٦٤ و ٦٥] وهي فَعَول من الزَّقم : اللَّقْم الشّديد والشُّرب المُفرط. ( الجزريّ )