السَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى رُوحِكَ وَبَدَنِكَ ، بِأبي أنْتَ وَاُمِّي مِنْ مَذْبُوحٍ وَمَقتُولٍ مِنْ غَيْرِ جُرْمٍ ، بأبي أنْتَ وَاُمِّي دَمُكَ المُرْتَقى (١) بِهِ إلى حَبيبِ اللهِ ، بِأبي أنْتَ وَاُمِّي مِنْ مُقَدَّم بَينَ يَدي أبيكَ يَحْتَسِبُكَ (٢) وَيَبْكي عَلَيْكَ ، مُحتَرِقاً عَلَيْكَ قَلْبُهُ ، يَرْفَعُ دَمُكَ بِكَفِّهِ إلى أعْنانِ السَّماءِ (٣) لا تَرْجَعُ مِنْهُ قَطْرَةٌ ، وَلا تَسْكُنْ عَلَيْكَ مِنْ أبيكَ زَفْرَةٌ ، وَدَّعَكَ لِلْفِراقِ ، فَمَكانُكُما عِنْدَ اللهِ مَعَ آبائِكَ الماضِينَ ، وَمَعَ اُمُّهاتِكَ في الجِنانِ مُنَعَّمِينَ ، أبْرءُ إلَى اللهِ مِمَّنْ قَتَلَكَ وَذَبَحكَ ».
ثمّ انكبَّ على القَبر وضَعْ يديك عليه وقلْ : « سَلامُ اللهِ وَسَلامُ مَلائِكَتِهِ المُقَرَّبينَ ، وَأنْبيائِهِ المرْسَلينَ وَعِبادِهِ الصَّالحينَ ، عَلَيْكَ يا مَولاي وَابْنَ مَولايَ ، وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكاتُهُ ، صَلّى الله عَلَيْكَ وَعَلى عِتْرتِكَ وَأهْلِ بَيْتِكَ وَآبائِكَ وَأبْنائِكَ وَاُمُّهاتِكَ الأخْيارِ الأبْرارِ ، الَّذينَ أذْهَبَ اللهُ عَنْهُمُ الرِّجْسَ وَطَهَّرَهُمْ تَطهِيراً ، السَّلامُ عَلَيْكَ يا ابْنَ رَسُولِ اللهِ ، وَابْنَ أميرِ المؤْمِنينَ ، وَابْنَ الحُسينِ بْنِ عَليّ ، وَرَحْمَةُ الله وَبَرَكاتُهُ ، لَعَنَ اللهُ قاتِلَكَ ، وَلَعَنَ اللهُ مَنِ اسْتَخَفَّ بِحَقِّكُمْ ، لَعَنَ الله مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ وَمَنْ مَضى ، نَفْسي فِداؤُكُمْ وَلِمَضَجَعِكُمْ ، صَلّى اللهُ عَلَيْكُمْ وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثِيراً ».
ثمَّ ضع خدَّك على القبر وقل : « صَلّى اللهُ عَلَيْكَ يا أبا الحَسَنِ ـ ثلاثاً ـ بأبي أنْتَ وَاُمِّي أتَيْتُكَ زائِراً وافِداً عائِذاً مِمّا جَنَيْتُ عَلى نَفْسي ، وَاحْتَطَبْتُ عَلى ظَهْري ، أسْألُ اللهَ وَلِيَّكَ وَوَلِيِّي أنْ يَجْعَلَ حَظِّي مِنْ زيارَتِكَ عِتْقَ رَقَبَتي مِنَ النّارِ ـ وتدعو بما أحببت ـ ». ثمَّ تدور مِن خلف الحسين عليهالسلام إلى عند رأسِه وصلِّ عند رأسه
__________________
١ ـ المرتقى : موضع الارتقاء ، يقال : لقد ارتقيت مرتقىً صعباً.
٢ ـ قوله عليه السلام : « يحتسبك » قال الجزريّ : الاحتساب في الأعمال الصّالحة ، وعند المكروهات هو البِدارُ إلى طلب الأَجْر ، وتحصيله بالتَّسليم والصَّبر ، أو باستعمال أنواع البِرِّ والقيام بها على الوجه المرْسُوم فيها طَلَباً للثَّواب المرجوِّ منها ، ومنه الحديث : « مَن مات له وَلدٌ فاحْتسَبَه » أي احتسبَ الأجْر بصَبْره على مصيبته. يقال : احتسب فلانٌ ابناً له : إذا مات كبيراً ، وافترطه إذا مات صَغيراً ـ انتهى ، وفي بعض النّسخ : « يحقبك » ، من أحقبه أي أردفه خلفه.
٣ ـ أعنان السَّماء أي نواحيها.