هوليستر نفسه « تعزية كبيرة » من هذا النوع يبلغ ارتفاعها عشرين قدما ، وذات أربعة طوابق ، ولا تحمل مثل هذه التعزية الكبيرة عادة ، وانما توضع وتزين في أماكن خاصة للتبرك بها.
ويتوسع « هولسيتر » في وصف هذه التعزيات وزينتها وكيفية التبرك بها ، وحملها في المواكب ، وما أشبه ذلك ، ثم يأتي كذلك على ذكر الأعلام التي ترفع بالتفصيل من حيث الشكل واللون والرأس ويقول :
« ان شيعة « لكنهو » محظوظون لأن عندهم وبين ظهرانيهم نفس « البنجة » أوالكف المعدنية التي كانت تعلو علم الحسين بكربلا ، وهي محفوظة في « درگاه » شيد خصيصا لها. أما كيفية أخذها الى الهند فيذكر قصة تروى عنها ، وهي : أن أحد الحجاج الهنود في مكة رآى في المنام ذات ليلة « عباس بن علي » حامل لواء الحسين ، فدله على المكان الذي توجد مدفونة فيه في كربلاء نفسها. وحينما ذهب الحجاج الهندي الى ذلك المكان وجد ( البنجه ) عينها ، فجاء بها الى النواب عساف الدولة عامل لكنهو فعمد هذا الى تشييد مزار خاص لها ، وعهد بسدانته الى الحاج المحظوظ الذي جاء بها من كربلاء بلد الحسين ، وبعد مدة تمرض سعادت علي خان وشفي ، فشيد على أثر ذلك « درگاهاً » أجمل للبنجة المقدسة. ويأتي الناس في اليوم الخامس من محرم الى هذا المركز كل سنة ليلمسوا البنجة بأعلامهم. ويقدر أن الأعلام التي يؤتى بها لهذا الغرض كانت تبلغ في الأيام السالفة حوالي ٤٠ أو ٥٠ ألف علم ».
ويقول « هوليستر » عن المراثي التي تلقى في مواكب العزاء.
« إنها عبارة عن قطع أدبية رائعة في بعض الأحيان ».
ويشير من بينها الى مرثية « المير أنيس » على الأخص التي يقول : « إنها مع ما فيها من طول إغراق في الغلو والمبالغة ، قطعة أدبية بليغة تثير أعمق العواطف وأقوى الأحاسيس ، حينما تقرأ خلال الأيام العشرة كلها ، وتنطوي بين تضاعيفها