التي تخصص للصلاة فقط ، وإنما تقام عادة في أماكن خاصة ، أو « الحسينيات » يطلق على الواحدة منها في الهند : « إمام باره ». وهذه تخصص لمجالس التعزية وحدها في الغالب أيضاً. ويذكر بالمناسبة : أن إحدى « الامام بارات » هذه قد بنيت في « جلال بور » بمبالغ جمعت من حاكة البلد ونساجيه ، بعد أن فرضوا على كل قطعه من منتوجاتهم مبلغ « بيزه » واحدة ويقال : إن « الإمام باره » الكبرى التي شيدت في ( هو كلي ) بالبنغال كانت قد كلفت لكين من الروبيات. وهناك في ( الكنهو ) ثلاث « إمام بارات » كانت ملوك اوده : محمد علي شاه وعساف الدولة وغازي الدين حيدر قد شيدوها بصورة تدعو للاعجاب. ويطلق على التي شيدها غازي الدين اسم : « شاه نجف » لأنها تضم بين جدرانها ضريحاً يعتبر تقليداً لضريح الامام علي في النجف. وعلى الشاكلة نفسها توجد في ( شاء جهانبور ) أيضاً « إمام باره » فيها ضريح يعتبر تقليداً لضريح الحسين كذلك ».
ويصف « هوليستر » ما يسمى في الهند بالتعزية ويعتبرها من أبرز ما يلفت النظر في احتفالات الحداد في الهند أثناء محرم. والظاهر أن كلمة « تعزية » تطلق في شمال الهند على الهيكل المصغر لقبر الحسين ، الذي يحمل مع مواكب العزاء الحسيني في يوم عاشوراء ، وتطلق على هذا في جنوب الهند كلمة ـ تابوت ـ ، وقد نشأت عادة حمل هذه الهياكل المصغرة في مواكب العزاء ـ على ما يقال ـ منذ أيام تيمور لنك الذي جاء بمثل هذا الهيكل الى الهند من كربلاء نفسها. وتوضع هذه التعازي على اختلاف حجومها ومظاهر الزينة فيها فوق هيكل من الخيزران ، فتحمل على اكتاف الرجال الذين يكونون عادة من الهندوس المستأجرين ، وتزين بأنواع الزينة والزخارف من الخارج ، وقد يعمد الأثرياء والموسرون الى إنشائها من الخشب المغلف بالعاج ، أو الأبنوس ، أو الفضة.
ومما يذكر في هذا الشأن أن أحد ملوك « أوده » كان قد أوصى في انجلترا بصنع « تعزية » مثل هذه من النحاس الأصفر والزجاج الأخضر. وقد شاهد