على قوة بالغة في الوصف لا بد لأقوى الرجال من أن تدمع عيناه عند سماعها. أما في يوم عاشوراء فتستعد مواكب العزاء للخروج منذ الصباح الباكر في الهند ، وبعد مراسيم مختصرة ترفع « التعزية » العائدة لكل موكب من مكانها في « الامام باره » مع الأعلام ، وتؤخذ مشياً على الأقدام الى حيث تدفن في أماكن ، يطلق على كل منها اسم « كربلاء » ، أما في بومبي فتؤخذ الى البحر وترمى فيه ، لكن « التعزيات » الثمينة والكبيرة تعود بها المواكب الى مكانها الأول ، حيث تحفظ للسنين المقبلة. ويسير الموكب بطيئاً في العادة وعلى خط معين ، لكنه يتوقف عن السير بين حين وآخر لإلقاء المراثي وقراءتها ، ويقوم عدد كبير من الناس خلال السير باللطم على الصدور ، والتنادي بجملة « يا حسين ، يا حسين » بين حين وآخر. بينما يقوم آخرون بضرب ظهورهم يمنة ويسيرة ، بسلاسل الحديد أو الخشب ذي المسامير الحادة ، فيخرجون الدم منها ».
ثم يقول « هوليستر » :
« إن نظام « حيدر آباد » كان قد أصدر سنة ١٩٢٧ م فرماناً يمنع فيه الضرب على الصدور أو الظهور بالسلاسل والمسامير ، خلال شهر محرم في ممتلكاته. وقد تمسح الدموع التي تذرف خلال محرم بالقطن أحياناً ، ويجمع هذا القطن بالذات من قبل الشخص الحزين نفسه أو شخص آخر ، والمعروف عن هذا القطن أنه مفيد لشفاء بعض الأمراض والأوجاع ».
ثم يستطرد « هوليستر » كلامه عن وصف هذه المآتم والأحتفالات العزائية في الهند ويقول :
« إن عدداً غير يسير من أهل السنة والهندوس يشاركون فيها ، ويعتقدون بها كثيراً. والمقول هناك : إن الطبقات الدنيا من الهندوس في مقاطعة « بيهار » يعبدون الحسن والحسين بالفعل ، ويعتبرونهما في صف الآلهة. وإن النساء والرجال من بين الطبقات العليا كذلك مثل « الكياشئا » و « الأنمار والأوالراجيوت »