ومع ذلك فإن الهبات والأوقاف التي أوقفها محمد علي شاه هناك تجعل المراسيم المقامة في محرم اليوم مفعمة بالحيوية والنشاط ، منذ أول ابتدائها من مساء اليوم الذي يتقدم أول يوم منه. كما أن عساف الدولة ملك « أوده » المتوفى سنة «١٧٧٥ م» ، قد صرف على مراسيم العزاء خلال شهر محرم في إحدى السنين ستة ألكاك روبية ».
ثم يصف الدكتور « هوليستر » كيفية احتفال المسلمين في الهند خلال أيام الحداد العشرة من محرم ، ويعدد أنواع هذه الاحتفالات وأشكالها. فيبدأ بوصف مجالس التعزية التي تقرأ فيها قصة مقتل الحسين بصورة متسلسلة موزعة على عشرة أيام ، مبتدئة بدعوة أهل الكوفة للإمام عليهالسلام ، ومنتهية باستشهاده المفجع. يقول :
« إن اليومين الأولين يروى فيهما للمحتفلين المحتشدين تهيؤ الحسين للسفر ، وزيارة المقربين له ، ومذاكراته معهم ، والمشهورات التي قدمت له ، ثم سفره ووصوله الى كربلاء. وتروى في اليوم الثالث أخبار المخيم الذي خيم فيه الحسين وآله وأصحابه ، وتردده ما بينه وبين النهر ، ومذاكرة بني أسد حول دفن القتلى الذين يمكن أو يخرّوا صرعى في ساحة القتال. أما في اليومين الخامس والسادس فتقص على المحتفلين فيها مصائب الامام وصحبه ، والبطولة التي ابداها علي الاكبر قبل استشهاده. وفي اليوم السابع تروى قصة القاسم بن الحسن وبطولته في القتال ، علاوة على قصة زواجه بابنة عمه الحسين. ويخصص اليومان الثامن والتاسع لأخبار العباس وأصحاب الحسين الاثنين والسبعين ، بينما تروى في اليوم العاشر الظروف الأليمة والشكل الفظيع الذي قتل فيه الامام الشهيد ، وهو بيت القصيد من مجالس التعزية كلها ».
ويستطرد « هوليستر » فيقول :
« إن هذه المجالس كما يسميها الهنود المسلمون لا تقام في المساجد والجوامع