بأمر مأتم الحسين في العشرة الأولى من محرم ، ويضربون ظهورهم وأكتافهم بالسلاسل مكشوفة ».
ويستطرد الكاتب في الصفحة «١٥٢» ويقول :
« والأفغانيون مع شدة تعصبهم للدين والمذهب والجنس لا يعارضون غيرهم في حقوقهم ، ولا يتحاشون عن أن يروا شيعياً أو غير مسلم يقيم مراسم دينه ومذهبه ، ولا يمنعون المستحقين منها من نيل المراتب العالية في حكومتهم. فإنك ترى أرباب المناصب في البلاد الأفغانية من الشيعيين « القزل باش ».
وفي الصفحة «١٦٥» منه ، عندما يبحث السيد جمال الدين عن القبائل الأفغانية ، ويتطرق الى قبيلة « هزاره » ، يقول :
« وهذه القبيلة على مذهب الشيعة ، إلا فصيلة شيخ علي والجمشيدي. لكنها ليست على شيء من هذا المذهب إلا بغض الخلفاء ، ومحبة علي ، وإقامة مأتم ابنه في عاشوراء ، بضرب السلاسل على الصدور والظهور ، ولا يتقي آحاد هذه القبيلة إظهار مذهبهم ، مع أن التقية من واجبات مذهب الشيعة ، حتى لو سئل أحدهم عن مذهبه لقال بغلو وبدون مبالاة : إني « عبد علي » ولهم زيادة اعتصام بمذهبهم هذا ». ومما يحسن سرده هنا : أن سنياًعرض التسنن على جارية من الشيعة كانت عنده فأبت ، فعزرها وزجرها وألح عليها ، فاستشاطت غيظاً وقالت : « أهون علي أن أكون كلبة ولا أكون سنية ».
وفي الصفحة «١٧٠» من الكتاب يذكر المؤلف ما عبارته :
« ومن الطوائف الموجودة في البلاد الأفغانية طائفة الشرفاء « أولاد علي بن أبي طالب » ويلقبون في تلك البلاد بالسيد. وبعض من هذه الطائفة يسكن في « بشنك » من نواحي قندهار ، وبعض منها يسكن ولاية « كنر » الواقعة قرب جلال آباد. ولم يخل شرفاء « كنر » من الكبرياء والعظمة من عهد « بابر شاه » الى يومنا هذا. وللأفغانيين عموماً مزيد اعتقاد بهذه الطائفة. وأما عاداتهم وأخلاقهم