النياحات ومجالس العزاء ومواكب الحزن على الامام الحسين عليهالسلام ويشترك فيها أبناء السنة أيضاً.
ومن أكبر ملوك الأفغان الذي كان يشجع العزاء الحسيني فيها الملك محمود ، الذي كان يميل الى الشيعة ، وعاش في القرن الثالث عشر الهجري.
وقد وقع بيدي قبل أكثر من ربع قرن ، الجزء الأول من كتاب باللغة الفارسية مطبوع في كابل ، باسم : « تاريخ مزار شريف واقع در بلخ » أي « تاريخ مزار شريف الواقع في بلخ » لمؤلفه السيد حافظ نور محمد ، وهو من القطع الكبير ، ويقع في «١٠٥» صفحة ، ويتضمن تفاصيل عن كيفية نقل رفات الامام علي بن أبي طالب الى القرية المذكروة ـ كما يدعى ـ ومعتقدات الأفغانيين عموماً في ذلك ، وتبركهم بهذا المزار ، وذكر الموقوفات الجسيمة التي أوقفت من قبل السلاطين والعظماء والسراة والأثرياء عليه. وفي بعض صفحات هذا الكتاب المزود بتصاوير كثيرة عن قباب ومآذن وضريح المزار المذكورة ذكر عما تقام في أرجائه وأفنائه من مجالس الذكر والدعاء ، ومنها مجالس العزاء على الامام الحسين عليهالسلام.
وقد صدرت الصفحة الأولى وكذا غلاف الكتاب بالحديث النبوي الشريف : « أنا مدينة العلم وعلي بابها ».
وتكملة للبحث عن النياحة على الامام الحسين في البلاد الأفغانية أنقل تالياً ما ذكره السيد جمال الدين الأسد آبادي المشتهر بالأفغاني في كتابه « تتمة البيان في تاريخ الأفغان » المطبوع سنة ١٩٠١ م ـ ١٣١٨ هـ في القاهرة عن الشيعة في أفغانستان وتقاليدهم وشؤونهم وإقامتهم العزاء الحسيني في هذه البلاد :
١ ـ فقد جاء في الصفحة «١٥٠» منه ما نصه :
« وجميع الأفغانيين سنيون ، متمذهبون بمذهب أبي حنيفة لا يتساهلون ـ رجالاً ونساءً ، وحضريين وبدويين ـ في الصلاة والصوم ، سوى طائفة « نوري » ، فإنهم متوغلون في التشيع ولهم محاربات شديدة مع جيرانهم السنيين ، ويهتمون