أجاب عن الآية الأولى وهي قوله : لئن أشركت ليحبطن عملك ، ما لفظه : والجواب قد قلنا في هذه الآية أن الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم والمراد به أمته فقد روي عن ابن عباس ( رض ) أنه قال : نزل القرآن بأياك أعني ، وإسمعي يا جارة .
الوجه الثاني : انه تعليم لأتباعهم كيف يتضرعون الى الله تعالى .
وقد رد هذا الوجه : بانه من البعيد أن يصرف الإِمام ، أو النبي صلى الله عليه وآله وسلم عمره في مثل ذلك مع إمكان التعليم بواسطة القول فلماذا إذاً يبكي ، ويتضرع ؟ على أن الأئمة ، وغيرهم من المعصومين قد يكون يعملون ذلك في كثير من الأوقات بعيدين عن أعين الناس ، وفي اماكن نائية عنهم ، بل وربما في مواضع لا يصل اليها من الناس أحد .
الوجه الثالث : أنه قد صدرت منهم الأفعال المكروهة كالصلاة في الثياب السود ونحو ذلك :
وضعف هذا الوجه : بإن إرتكابهم المكروهات إنما هو لأَجل التعليم والتفهيم حتى لا يظن بذلك أنه محرم بسبب النهي الوارد عليه فصدروه منهم إما على طريق الوجوب عليهم ، أو الأستحباب .
الوجه الرابع : ما قيل أنه يجوز ان يوسوس لهم الشيطان في فعلٍ من الأفعال فيرجعون اليه تعالى ، وتكون تلك الوسوسة وسيلة الى اعالي الدرجات التي لا تحصل إلا بالتضرع والندم ، وليس هو من قبيل تسلط الشياطين الباعث على حط مرتبة الأولياء ، والتنزيل من مكانتهم الجليلة .