منزهاً عن الذنب فمثل هذا ما هو معنى عصيانه ، ومخالفته ؟
الجواب عن هذا الإِشكال :
وقد أجيب عن هذا الإِشكال ، أو بالأحرى قد ذكرت لحل هذه المشكلة وجوهاً عديدة :
الوجه الأول : ما ذكره الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) في إعتقاداته حيث قال أنه كلما كان في القرآن مثل قوله تعالى : ( لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) (١) .
ومثل قوله تعالى : ( لِّيَغْفِرَ لَكَ اللَّـهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ) (٢) .
ومثل قوله تعالى : ( وَلَوْلَا أَن ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدتَّ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا إِذًا لَّأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ) (٣) .
وما اشبه ذلك ، فإعتقادنا فيه أنه نزل على إياك اعني واسمعي يا جارة : انتهى .
والمقصود به إسماع الأمة ، وحينئذ فيكون بكاء المعصومين ودعاؤهم ـ بناءً على هذا القول ـ هو إسماع الآخرين ، وإِلا فهم منزهون عن كل ذلك .
وهذا هو إختيار السيد المرتضى في كتابه تنزيه الأنبياء ، فإنه
__________________
(١) سورة الزمر : آية (٦٥) .
(٢) سورة الفتح : آية (٢) .
(٣) سورة الإِسراء : آية (٧٤ ـ ٧٥) .