الوجه الخامس : ان ما صدر منهم إنما هو من باب إنشاء التواضع كقوله عليه السلام : أنا مثل الذرة ، أو دونها ، وليس هو من باب الإِخبار .
الوجه السادس : ما حكاه الشيخ البهائي في شرح الاربعين عن الفاضل الجليل بهاء الدين بن علي الاردبيلي في كتاب كشف الغمة وادعى انه من احسن ما تضمحل به هذه الشبهة قال رحمه الله : إن الأنبياء والأئمة عليهم السلام تكون أوقاتهم مستغرقة بذكر الله وقلوبهم مشغولة به وخواطرهم متعلقة بالملأ الأعلى ، وهم أبداً في المراقبة كما قال عليه السلام : أعبد الله كأنك تراه فان لم تره فانه يراك فهم أبداً متوجهون اليه مقبلون بكليتهم عليه فمتى يخطو عن تلك المرتبة العالية ، والمنزلة الرفيعة الى الإِشتغال بالمأكل والمشرب والتفرغ الى النكاح ، وغيره من المباحات عدوه ذنباً ، وإعتقدوه خطيئة فإستغفروا منه ألا ترى أن بعض أبناء الدنيا لو قعد يأكل ، ويشرب ، وينكح وهو يعلم أنه بمرأىً من سيده ومسمع ، لكان ملوماً عند الناس ، ومقصراً فيما يجب عليه من خدمة سيده ومالكه ، فما ظنك بسيد السادات ، ومالك الأملاك ، والى هذا أشار بقوله صلى الله عليه وآله وسلم انه لير ان على قلبي ، وأنا لأستغفر بالنهار سبعين مرة ، وقوله صلى الله عليه وآله وسلم حسنات الأبرار سيئات المقربين . انتهى ما ذكره الإِردبيلي .
ثم عقبه الشيخ
البهائي بقوله : « وقد اقتفى أثره القاضي الفاضل البيضاوي في شرح المصابيح عند شرح قوله صلى الله عليه وآله وسلم ليغان على قلبي واني لاستغفر الله في اليوم سبعين مرة