كل ذلك موكول الى محله خوفاً من الإِطالة .
والمهم هو معرفة أن الإِمامية يرون في الأنبياء ، والمرسلين والأئمة من أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم العصمة من الذنوب ويشترطون فيهم ذلك ، ويأتي هذا الإِشتراط نتيجة ما يتمتعون به من لزوم قيادتهم للأمة ، والقاء مسؤولية تبليغ الأحكام الشرعية على عواتقهم ، وهذه الصلاحيات لا بد لها من التنزه عن الذنوب ، والبعد عن القبائح .
ومن هذا الإِطار التنزيهي يقع القائلون بالعصمة في مشكلة بكاء هؤلاء المنزهين عن الذنوب ، وتوبتهم ، وإستغفارهم فيقال : ما معنى التوبة ، والتضرع للتجاوز عن ذنب يكون الداعي منزهاً عنه ، وإذا كان النبي غير مذنب فما معنى تضرعه وطلب العفو ، والتوبة عن شيء لم يصدر منه ؟
وهكذا الحال فيما يحدثنا التاريخ عن حالات الإِمام علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأولاده الذين علموا الناس كيفية الدعاء واذاقوهم حلاوة المناجاة مع الله عز وجل .
وقد زخرت كتب الادعية
، والأذكار من مناجاتهم ، وما تتضمن تلك المناجاة من خطاب الله : بعصيتك ، وتجاوزت ، وتجرأت وما شاكل من العبادات التي تتنافى ، ومقام العصمة من الذنب نعم غير المعصوم من الصلحاء ، والمؤمنين حيث يحتمل صدور الذنب من أحدهم ، ولو على نحو الصغائر البسيطة ، فلا يتصور في مثل هذا التعبير لو صدر منهم أي منافاة مهما كانت درجات التقوى عندهم عالية لأن المشكلة تتوجه الى حيز العصمة ، والتي يكون صاحبها