والدعاء : هو الخيط الموصل بين العبد ، وربه .
وهو : النغم الذي تهدأ النفس على ترانيمه العذبة ، فتستمد منه الغذاء الروحي .
ـ وكما قلنا ـ إن الإِنسان كما يحتاج لجسمه الغذاء الكامل ليبقى حياً ، فكذلك الروح تحتاج الى الغذاء الكامل لتقوي على اكمال الشوط في هذه الحياة العاتية الزاخرة بالأتعاب ، والمشاكل .
وان فكرة الركون الى الغير لا تختص بالمؤمنين ، بل لا يستغني عنها حتى الملحدون الذين يعبدون الأصنام ، وما الدعاء بين يدي الصنم إلا هدوء للنفس يجده الداعي ، وهو يرتل أمام معبوده آيات الشكر ، والثناء ، ويطلب منه أن يبارك له .
أما القائلون بوجود الله ، فإنهم يرون من الوهن أن يبارك الإِنسان ويركن الى حجر لا ينفع ، ولا يضر ليبثه شكواه ، ويرجو منه ما يعجز عن القيام بتحقيقه ، بل لا بد من الركون ، واللجوء الى الله عز وجل خالق الخلق ، ومدبرهم ذي القدرة غير المتناهية .
( إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ ) (١) .
أدعية المعصومين واستغفارهم الإِشكال على ذلك :
العصمة هي : التنزيه عن ارتكاب الكبائر ، والإِتيان بالصغائر وهل أن ذلك من باب الملكة ، أو لا ؟
أو ما هو تعريف الذنوب الكبيرة ، وما هي الصغائر ؟
__________________
(١) سورة يس : آية (٨٢) .