ولا أدري بماذا يجيب القائلون برفض الدعاء عن هذه الأدعية من بدء الخليقة الى ما جاءت به الشريعة الإِسلامية والتي خاتمة الرسالات السماوية ؟ ، وهل من السهل رفض هذه الحقيقة ؟ .
كما ولا إختصاص بالدعاء من حيث هو دعاء ، وان لم يكن توسلاً الى الله عز وجل بأمة دون أخرى ، بل الدعاء كرغبة الى الغير أو إستعانة بالآخرين ، أو استغاثة يصدرها المحتاج عند الشدّة . كل ذلك طبيعي لمن تنزل به كارثة ، أو يجد في نفسه الحاجة الى الآخرين .
وحتى أولئك الذين لا يقولون بوجود الله ، فإن بعضهم يدعو شخصاً آخر له مقامه ، ومنزلته ، ويرغب اليه ، ويتملق له لحاجة من حوائج الدنيا ، أو لجاهٍ ، ومنصب ، وما شاكل . وما هذا الا صورة من صور الدعاء .
الدعاء من الناحية الإِجتماعية :
قد يرسم البعض في مخيلته صورة موحشة للداعي ، فيعتبره شخصاً خاملاً يشغل نفسه بالذكر والدعا ، مبتعداً عن المجتمع يركن الى الصوامع ، وأماكن العبادة ، وبعيداً عن العمل ، وما يتطلبه من مجهود ومثابرة ، لذلك ، ومن إطار هذه الصورة الكئيبة ينقم على الدعاء والداعين ، ولربما عبر البعض من هؤلاء عن الدعاء : بإنه المخدر الذي يميت الطاقات الكامنة في الإِنسان ، ومن ثم يجر مثل هذا الإِنسان الخامل الويلات على المجتمع الواعي الناهض .
ويسوق هؤلاء دليلاً
على صحة دعواهم هذه ما يشاهده الإِنسان من كثرة الدعاء عندما يستعرض المصادر الدعائية حيث يرى لكل