عبادة ربه سرمداً أي غير منقطع ، بل دائم .
« والورد هو الجزء من القرآن يقوم به الإِنسان كل ليلة والوظيفة من القراءة ، ونحو ذلك جمع أوراد » (١) .
وحيث كان هذا الاستمرار وهذه الوظيفة تستدعي وجود الطاقة في البدن تساعده على هذه المواظبة ، والذكر الدائم لئلا تكون عبادة الخاملين ، بل عبادة من بدن نشط ، وفكر نشيط صحيح لذلك عاد يلتمس تحقيق هذه الجهة ليصل من وراء طلبه الى هدفه المنشود ، وغايته المتوخاة .
« يا سيدي . يا من عليه معولي . يا من اليه شكوت حالي يا رب . يا رب . يا رب » .
وكما سبق من سياقية الدعاء في توجيه الداعي الى أنه عند الشروع بمطالبة جديدة ، أو مناجاة في أمر يريد تحقيقه من ربه يبدأ بندائات الاستغاثة ، والتضرع لجلب العطف ، والانتباه اليه والمعول : المعتمد . والمعنى للفقرات المذكورة واضح ، والمقصود هو هذه الاستغاثة المتلاحقة ـ كما قلنا ـ
« قو على خدمتك جوارحي ، واشدد على العزيمة جوانحي وهب لي الجد في خشيتك ، والدوام في الإِتصال بخدمتك » .
وبعد الاستغاثات جاء مطلوب الداعي متمثلاً بهذه الفقرات
__________________
(١) اقرب الموارد : مادة ( ورد ) .