« وبرحمتك أخفيته ، وبفضلك
سترته » .
وما أعظمها رحمة ان
الله الذي أحصى على العبد كل شيء ، وكل شاردة ، وواردة كان بإمكانه أن يجعل له العقوبة بأن يطلع الناس على ما قام به ، أو ما همّ به من القيام به ليسقط من أعين الكل ، وينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة ، ولكنه ، وبرحمته أخفى ذلك ، وبفضله ستره تحنناً منه ، فلك الحمد يا رب على نعمك ما ظهر منها ، وما بطن .
« وأن توفر حظي من كل
خير تنزله ، أو إحسان تفضله ، أو برٍ تنشره ، أو رزقٍ تبسطه ، أو ذنب تغفره ، أو خطأ تستره » .
حيث كان الداعي في
صدد فتح صفحة جديدة من حياته المتزنة مع ربه لذلك فقد طلب فيما سبق ـ من قوله ـ « إلۤهي
وسيدي فأسألك بالقدرة التي قدرتها » ـ الى قوله ـ « ان تهب كل جرمٍ أجرمته ، وكل ذنب أذنبته » ـ الخ ـ وكان بهذه الفقرات يريد تصفية ما عليه من مخالفات ، وجعل صفحة ذمته بيضاء ليحظ فيها بعد ذلك كل خير ، وكل عمل يرضي الرب .
ولكن الحياة الجديدة
والتي ينوي السير على مخططها المعتدل يحتاج الى الاستعانة بالله ، وطلب المعونة منه ليستمد من فيضه ما يمكنه من قطع ما بقي من العمر لذلك عطف على ما سبق من قوله « أن تهب » قوله : « وان توفر حظي من كل خير تنزله » .
والتوفير : هو : التكثير
من الوفرة ، والوفور . أما الحظ فهو