فلماذا إذاً التوسل والدعاء وهو العالم ولا يخفى عليه شيء (١) ؟
الرد على هذه الطائفة :
نقول ان عمل النبي ابراهيم « عليه السلام » وهو خليل الله لا يكون ملزماً لبقية البشر . والقضية ليست من الأحكام الشرعية ليتعبد بها ، وعلى فرض ذلك ، فشريعته تختلف عن شريعتنا .
على أن بين أيدينا من الآيات ، والروايات ما يكفي لقناعة الإِنسان بإن الله ، وهو العالم والمطلع ، هو الذي يحث عبده على الدعاء ، ويأمره بذلك ، ويعلمه طريقة اللجوء اليه ، ويحب عبده الملحاح ، وإنه كريم لا ينقص منه شيء إذا اجاب عبده ، وأعطاه ما أراد وسنتعرض في ثنايا البحث الى ذكر الكثير منها كما وقد ذكرنا البعض منها فيما سبق . ومرة أخرى نقول :
إن الدعاء هو الموصل الروحي بين العبد وربه ، ولا منافاة بين أن يكون الله عالماً بحال العبد ، ولكنه ـ في الوقت نفسه ـ يحب أن يضرع اليه ليقبل عليه بوجهه الكريم ، فيجيبه الى ما سأله ، ويزيد على ذلك ، فهو ذو الفضل العظيم .
٣ ـ القائلون بالحد الوسط بين الرفض والقبول :
ويتخذ هؤلاء الحد الوسط فيرفضون القولين معاً :
فلا هم يأخذون بالدعاء في كل شيء كالقول الأول .
ولا هم يتركون الدعاء مطلقاً كما يقوله الرافضون له .
__________________
(١) لاحظ للموضوع بتوسع كتاب الدعاء : للشيرازي .