بسوء فعله به فالمخبِر ( شاك ) والمخبَر عنه ( مشكو ) والخبر ( الشكوى ) والمخبر ( مشكو اليه ) (١) .
فالشكوى بحسب نظر اللغويين تتضمن أربعة أركان .
شكوىً ، وشاكٍ ، ومشكو ، ومشكو اليه .
وفيما نحن فيه لا بد من ملاحظة هذه الأركان ، وحصولها في شكوى العبد .
أما الداعي : فهو ( شاكٍ ) لأنه مخبر عن نواياه .
والله عز وجل هو ( المشكو اليه ) لأنه الحاكم المطلق ، والعادل الذي لا يجور .
( والشكوى ) هي الأمور التي تتضمنها الفقرات الآتية من قوله : ( لاليم العذاب ، وشدته ، أم لطول البلاء ومدته ) وهي ما يتألم منه الداعي ويستغيث منه ، ونبقى لنبحث عن ( المشكو ) وبالإِصطلاح القانوني من رفعت الشكوى ضده . فمن يا ترى هذا الذي يشكو الداعي منه ، ويوجه الداعي الدعوى ضده ؟
والجواب : ان ذلك هو مصدر اللطف ، والرحمة ، وهو مصدر الرقة ، والرأفة .
وكما سبق للدعاء أن وجه الداعي الى أن يستشفع به الى نفسه حيث قال فيما سبق : « وأستشفع بك الى نفسك » . فهو هنا أيضاً يوجهه الى ذلك .
__________________
(١) أقرب الموارد : مادة ( شكي ) .