آلام نفسية وهو يقاسي أنواع العذاب في النار ، ومنها أنه يكون محروماً من الاجتماع بأولياء الله ، وحشره مع أعداء الله ، ومن حقت عليهم كلمة العذاب . فهو لا يجد نفسه بالمكانة التي تليق به في ذلك الجو الكاسف ، لهذا يطالب ربه بالعفو عنه لانه بشر ، وهو محدود الطاقات فكيف يمكنه تحمل هذا النوع من التعذيب النفسي بالإِضافة الى ما كتب له من العذاب الجسدي الذي يسببه الحرق في نار جهنم ؟
وأخيراً يختم الداعي هذا الفصل بما يراه حلاً يتمكن به من الخلاص من هذه الآلام الطارئة والتخفيف منها حيث سيضج اليه ، ويبكي ويصرخ كما تفعل من فقدت عزيزها ، ويناديه بأسماء حبيبة اليه لثقته بان الله هو الرحمن ، وهو الرحيم ( وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ ) (١) .
« يا إلۤهي وربي وسيدي ولأي الأمور اليك أشكو ولما منها أضج وأبكي » .
يا إلۤهي ، وربي ، وسيدي . عبارات كلها ترمز الى الله عز وجل والدعاء يكررها في أغلب الفصول ، وفي مبدأ كلٍ منها زيادة في التعلق به والاستغاثة له . وفي تكرارها من الخضوع ، والخشوع ما يدركه الداعي ويجد له حلاوة توحي اليه بالاستكانة الى أمنه ، وأمانه .
أشكو : وشكا فلان فلاناً الى فلان تظلم اليه ، وأخبره عنه
__________________
(١) سورة الشورى : آية (٢٥) .