واذا كانت نية الداعي صادقة ، وهو يخاطب الله ، ويسم نفسه بهذه السمات التي ان دلت فإنها تدل على منتهى الخضوع والخشوع والعودة الى ظلال رأفة الله ، والإِنقياد لسلطانه ، وعظمته . وحاشا لله أن يرد مثل هذا الداعي بذله ، ومسكنته ، ويخيب رجاءه ، وهو على هذه الحالة من الذل ، والإِنكسار .
لا : بل هو كما بشر الله عباده في كتابه الكريم بقوله :
( نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) (١) .
« نبيء » وهو أمر منه تعالى لنبيه في الإِخبار بهذا الفيض الإِلۤهي الكريم .
« عبادي » وفي إضافة العباد اليه نوع من القرب اليه ، والإِختصاص به ، وفيه بعث الطاقة في الإِنسان عندما يشعر بها المذنب وهو يتلمس اليد الحانية تربت على كتفه لتحمل اليه الأمل الأخضر يشرق من خلال قوله : ( أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) .
غفور : بما تحمله هذه الكلمة من شدة التأكيد في المغفرة ، والتجاوز .
ورحيم : بما ينطوي عليه هذا التعبير من رنة هادئة تمثل الدعة ، والقبول ، والعطف ، والحنو .
١٥ ـ يا إلۤهي ، وربي ، وسيدي ، ومولاي لأَي الأمور اليك أشكو ، ولما منها أضج وأبكي . لأليم
__________________
(١) سورة الحجر : آية (٤٩) .