وأنا عبدك الضعيف الذليل ، الحقير ، المسكين ، المستكين » .
أي رب : وان ما كان منشأه غضبك ، وإنتقامك ، وسخطك لا تقوى على حمله ، ومواجهة السماوات بطبقاتها ، والأرض ومن فيها ، وما فيها . فكيف يقوى إذاً على مواجهته هذا الجسم البالي المكون من هذه الأجزاء الضعيفة لحم ، ودم ، وعصب ، وعظم ؟
يا رب : وأنا عبدك الضعيف ، والضعيف بكل ما تحمله هذه العبارة من معنى : ضعيف في الجسم ، والبنية ، والإِدارة يستحوذ علي الشيطان ، فينسيني ذكر الله العظيم .
أي رب : وأنا عبدك الموسوم بكل صفات الذلة ، والعبودية لك الذليل ، الحقير ، المسكين ، المستكين .
أما الذليل : فهو ضد العزيز ، والمهان بالنسبة اليه تعالى .
والحقير : هو من هان قدره فلا يعبأ به .
أما المسكين : فهو من لا شيء له من المال ، واختلف بينه وبين الفقير ، أيهما أسوأ حالاً ، فقيل المسكين أسوأ حالاً ، وقيل : الفقير ، ولهم في ذلك وجوه .
ولكن المراد به في هذه الفقرة ليس هو المسكين المالي ، بل المسكين وكما جاء في اللغة بمعنى آخر حيث أطلق على الذليل المقهور ، وهو المراد به هنا .
وأما المستكين : فهو الخاضع الذليل .