التشفع لهم ، ويشفع لهم اذا كانت ذنوبهم ليست بتلك الدرجة من الشدة التي تغلق باب الشفاعة في وجوههم .
فالداعي عندما يتخوف من ذنوبه يخشى أن يرد الله شفعاءه لو تشفعوا له لتهوله من ذلك الموقف الرهيب ، وله الحق فيما يتصوره من عدم التخفيف بعد صدور الحكم عليه ، فكيف يتحمل كل ذلك وهو محروم من الشفاعة لعظم جرمه ، أو لتخيله بعظم ما أقدم عليه من المخالفة ، وهو يعلم أن عدم التخفيف عن المذنبين مسبب عما يلي :
« لانه لا يكون إلا عن غضبك وانتقامك وسخطك » .
الغضب : ضد الرضا : قال إبن عرفة : الغضب : من المخلوقين شيء يداخل قلوبهم ، وأما غضب الله ، فهو إنكاره على من عصاه فيعاقبه .
والانتقام : هو العقاب .
والسخط : هو ضد الرضا ، وقيل : هو لا يكون إلا من الكبراء ، والعظماء دون الاكفاء ، والنظراء (١) .
وبالإِمكان القول : هو تقارب هذه الألفاظ من حيث المعنى ، والمقصود هو أن عدم التخفيف لا يكون إلا من عدم رضا الله عز وجل على عبده لمخالفته لما أمر به ، وإقدامه على ما نهاه عنه .
« وهذا ما لا تقوم له السموات ، والأرض فكيف بي ،
__________________
(١) لاحظ لسان العرب : مادة ( غضب ، ونقم ، وسخط ) .