عبدك الضعيـف الـذليـل الحقيـر المسكيـن المستكين .
يتكفل الدعاء في هذا الفصل بالنظرة الأولية ببيان أن طاقات الإِنسان البدنية محدودة لأنها لا تخرج عن تشكيلة كاملة من اللحم ، والدم ، والعصب ، والعظم . وهذه المجموعة من الأعضاء ، والاجزاء لا قدرة لها على مقاومة ما يطرأ على البدن من العوارض الخارجية كالأمراض ، وما تتعقبها من آلام ، وجوع ، وعطش ، وبرودة ، وحرارة ، وما تخلفها هذه العوامل من تأثيرات على الإِنسان .
فهو إذاً ضعيف ، وعاجز عن تحمل هذه العوارض فكيف سيقف صامداً ، ويواجه ما سيلاقيه في الآخرة من العذاب المؤقت أو الدائم تبعاً لحجم الذنب الذي صدر منه .
والدعاء ـ كما قلنا ـ بنظرته الأولية يتناول هذه الجهة فيوجه الداعي الى عرض عدم المقاومة هذه على ربه ، والتماس رحمته لتشمل هذا البدن الضعيف غير القادر على تحمل بلاء الآخرة بأبعاده المختلفة عن بلاء الدنيا كماً ، وكيفاً .
أما بالنظرة التفصيلية فنرى الدعاء في هذا الفصل يتعرض الى ما يواجه الإِنسان من بلاء ، وشبهه فيقسمه الى قسمين :
دنيوي ، وأخروي .
بدأ ببيان القسم الأول بقوله : « يا رب وانت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدنيا » ، وينتهي الى قوله : « قصير مدته » .
أما القسم الثاني : فيبدأ
من قوله : « فكيف احتمالي لبلاء