واسع يشهد فيه أنه لا إلۤه إلا الله ، وتنتهي المشكلة بسلام ، وتغفر له جميع ذنوبه وهكذا ومع إشراقة صباح جديد تبدأ العملية : مخالفات ، وذكر الى أن يختار الله لعبده الدار الآخرة ، وحينئذٍ فيقدم على رب كريم .
ويأتي الجواب مستوحىً من حديث الإِمام الصادق « عليه السلام » لرد أمثال هذه الشبهة حيث يقول :
« من قال لا إلۤه الا الله مخلصاً دخل الجنة ، وإخلاصه أن تحجزه لا إلۤه الا الله عما حرم الله عز وجل » (١) .
وبمثل هذا جاءت روايات أخرى ، وتتضح لنا أبعاد القضية من هذا القول فقول : « لا إلۤه إلا الله » لا يكون شافعاً للمذنب أعماله مطلقاً بل لا بد لها من شروط ، ومن شروطها أن يعقل ماذا يقول ، ويلتزم بأنه لا إلۤه في هذا العالم سواه ، وحينئذٍ فلا بد من الالتزام بأوامره ، ونواهيه فمن قالها تائباً ، ونادماً على ما صدر منه ، وملتزماً أن لا يعود وجد من برد « لا إلۤه الا الله » ما يطفىء به حر نار جهنم . أما من قالها كبقية الكلمات العابرة التي تمر على لسانه في كل يوم ، فان هذه لا تنفعه شيئاً في مقام تخليصه من كل ما صدر منه .
وليعلم الداعي انه عند دعائه ، وتوسله يقف بين يدي من هو مطلع على جميع نواياه ، وحركاته ، وسكناته ، فلا بد من حسن النية ، والإِخلاص ، والتوبة .
« واعتقده ضميري من حبك » .
الضمير : هو القلب . وسمي بذلك لأنه مضمر ، ومستتر (٢) .
__________________
(١) التوحيد للشيخ الصدوق : ٢٧ .
(٢) أقرب الموارد : مادة ( خمر ) .