في تركه إلا مغلوباً على عقله ) (١) .
وعن الإِمام الصادق « عليه السلام » عن النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : « من اكثر من ذكر الله عز وجل احبه الله ومن ذكر الله كثيراً كتبت له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق » (٢) .
وعنه « عليه السلام » في حديث آخر : « من اكثر من ذكر الله عز وجل أظله الله في جنته » (٣) .
وان القلب ليظل فارغاً ، أو لاهياً ، أو حائراً حتى يتصل بالله ، ويذكره ويأنس به ، فإذا هو مليء جاد ، قار ، يعرف طريقه ، ويعرف منهجه ويعرف من أين ، والى أين ينقل خطاه .
ومن هنا : يخص القرآن الكريم كثيراً ، وتؤكد السنة على ذكر الله ، ويربط القرآن بين هذا الذكر ، وبين الأوقات ، والأحوال التي يمر بها الإِنسان لتكون الأوقات ، والأحوال مذكرة بذكر الله ، ومنبهة الى الاتصال به حتى لا يغفل ، ولا ينسى .
ويحسن بنا قبل الانتقال الى الفقرة اللاحقة ان نتعرض الى شبهة قد ترد علينا ، ونحن نستعرض هذه الأخبار ، وغيرها مما يشتمل على المغفرة لمن يقول : « لا إلۤه إلا الله » ، أو أن من قالها كذا مرة في اليوم غفرت ذنوبه ، ودخل الجنة ، وهكذا ، وتحرير الإِشكال : هو أن الإِنسان مع هذه الأخبار سيجد له طريقاً معبداً يسلك بواسطته الى شهواته ومخالفاته فيعمل ما يشاء ، وله من لسانه منطلق
__________________
(١) الدر المنثور في التفسير المأثور للسيوطي : ٥ / ٢٠٤ .
(٢ ـ ٣) أصول الكافي : باب ذكر الله عز وجل كثيراً / حديث / ٥٢٣ .