( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّـهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ ) (١) .
« وبعدما انطوى عليه قلبي من معرفتك » .
انطوى قلبه على الشيء إشتمل عليه .
والمراد من هذه الفقرة هو إظهار الداعي بكمال معرفته بالله عز وجل حيث اعتقد باتصافه بما ذكر له من الصفات من كونه : واحد ، أحد ، قديم ، عليم ، حكيم ، حي ، غني ، قادر ، سميع ، بصير ، عالم .
ولا يوصف بما توصف به المخلوقات فليس هو بجسم ، ولا صورة ، وليس جوهراً ، ولا عرضاً ، وليس له ثقل ، أو خفة ، ولا حركة ، ولا سكون ، ولا مكان ، ولا زمان ولا يشار اليه كما لا ند له ، ولا شبيه ، ولا ضد ، ولا صاحبة له ، ولا ولد ، ولا شريك ، ولم يكن له كفواً أحد لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار (٢) .
ان الداعي عطف على استفهامه الأول ـ من أنه كيف يعذبه الله بالنار بعدما وحده ، ولم يشرك به ، وهكذا بعدما اعتقده من صفاته وآمن بها ـ قوله :
« ولهج به لساني من ذكرك » .
وبهذه الفقرة يعرض الداعي ما قام به من تعظيم الله في دار الدنيا
__________________
(١) سورة الزمر : آية (٧٤) .
(٢) لاحظ عقائد الإِمامية للمظفر : ٣٦ / مطبعة النعمان / النجف الأشرف .