نائب فاعل (١) .
والمعنى المراد من هذه الكلمة واضح حيث يستفهم الداعي من ربه فإنه هل يعذبه بعد توحيده ؟
ومن هنا يبدأ الحوار الرقيق بين الداعي وخالقه ، فهو يطالبه بما صرحت به السنة الكريمة من غفران ذنب من وحد الله وقال :
« لا إلۤه إلا الله » . وهي أخبار كثيرة .
منها ـ ما عن الإِمام الصادق « عليه السلام » قول : لا إلۤه إلا الله ثمن الجنة » (٢) .
وفي حديث آخر : إن الله تبارك ، وتعالى أقسم بعزته ، وجلاله أن لا يعذب أهل توحيده بالنار ابداً (٣) .
وفي حديث ثالث : « ان الله تبارك ، وتعالى حرم أجساد الموحدين على النار » (٤) .
وبهذا المضمون توجد أخبار كثيرة كلها تضمن لمن وحد الله أن لا تمسه النار ولهذا جاء الداعي يطالب ربه بهذه الوعود التي صرح بها أمناء الشريعة . فهو وان كان قد أذنب ، وصدرت منه المخالفات ، ولكنه قدم في حياته ما يضمن له كسب الموقف من توحيد الله ، وعدم الشرك به . ويجدر بنا ، ونحن بهذا الصدد أن ننتقل الى حديث آخر
__________________
(١) لاحظ اسرار العارفين : ص (٧٤) حيث تناول تحليل هذه الكلمة من الناحية الادبية ، والنحوية بشكل مفصل .
(٢ ـ ٣ ـ ٤) لاحظ هذه الاخبار ، وغيرها : التوحيد للشيخ الصدوق / باب ثواب الموحدين ، والعارفين . الاحاديث / ٦ ، ٧ ، ١٣ .