فمنه يطلب العون ، واليه تمد الأيدي ، والى ساحته تؤم قوافل المذنبين .
« يا رب ارحم ضعف بدني »
وبدأ الداعي يستعطف الخالق ليرحم ضعف بدنه هذا البدن الضعيف من أول تكوينه ، ومن أول لحظة يبدأ فيها خلاياً منوية تبدأ مسيرتها من صلب الرجل لتستقر في وعاء الرحم ، ومن ثم يتدرج ليكون جنيناً ، ويتطور ليخرج الى عالم الوجود ، ويعيش فيقضي دور الطفولة ، وهكذا ليطوي دور الشباب ، بعد كل هذا يمر دور الشيخوخة ، وهو في كل هذه المراحل ، والأدوار ضعيف لا يقوى على شيء .
يقول تعالى : ( اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِن بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً ) (١) .
ان الآية الكريمة يدل منطوقها تقسيم مراحل الإِنسان الى ثلاثة :
ذكرت انه ضعيف في مرحلتين ، وهما مبدأه ، وشيخوخته . ووصفته بالقوة في المرحلة المتوسطة بين المبدأ والشيخوخة ، وهي : مرحلة الشباب ، وعنفوان الصحة ، وهيجان الغرائز الجنسية .
ولكنا ومع هذا الوصف القرآني بالإِمكان أن نقول :
بأن الإِنسان ضعيف في جميع أدواره ، ومراحله حتى في فترة شبابه والتي اطلق القرآن عليها ( صفة القوة ) ، وذلك لأن القوة في لسان
__________________
(١) سورة الروم : آية (٥٤) .