مراحل الشباب ، وعنفوان شهواته الجنسية .
وأخيراً يستنتج من هذه المعادلة : ان الجانب المشرق يرجح على الجوانب المظلمة ، وتكون الآثار المرتبة على مَن عبد الله ، وخضع له مقدمة على تأثير تلك الأعمال القبيحة .
لقد نصب الداعي من نفسه حكماً على نفسه ، وأصدر الحكم لصالحه معتمداً على الصفات التي تحلى بها الله من العفو والكرم ، واللطف ، والحلم والشفقة ، والتي جعلت منه كريماً يطمع كل شقي في كرمه ، وغفرانه ، ورعايته .
ومع المقاطع الثلاثة في هذا الفصل :
« اللهم فاقبل عذري وارحم شدة ضري وفكني من شد وثاقي »
والضر : هو : ضد النفع ، وسوء الحال ، والشدة (١) .
وجاء في بعض المصادر اللغوية : أن الضر بالفتح شائع في كل ضرر ، وبالضم خاص بما في النفس كمرض ، وهزال . (٢) .
أما الوثاق : فهو ما يشد به من قيدٍ ، أو حبل ، أو نحوهما (٣) .
ويصور الداعي في هذه الفقرات نفسه وقد أوثقته الذنوب كالحبل الذي يشد الانسان لذلك يطلب بتوسله هذا من ربه ان يقبل عذره ، ويرحم سوء حاله ، ويخلصه من المشاكل التي جعلته مكتوفاً ، وموثوقاً بها .
__________________
(١ ـ ٢ ـ ٣) أقرب الموارد : مادة : ضرر ، ووثق .