تطيعك ، وسلطتها عليه ، فمرها بما شئت تطعك . فجاء موسى الى قارون وكان قارون من أقارب موسى « عليه السلام » فلما رآه قارون عرف الغضب في وجهه فقال : يا موسى إرحمني . فقال موسى : يا أرض خذيهم . فاضطربت دارهم ، وخسف به ، وبأصحابه حتى تغيبت أقدامهم ، وساخت دارهم على قدر ذلك . فقال قارون : يا موسى إرحمني فقال : يا أرض خذيهم ، فإضطربت دارهم ، وخسف به ، وبأصحابه الى ركبهم ، وساخت داره على قدر ذلك ، وجعل قارون يقول : يا موسى ارحمني ، وجعل موسى يقول : يا أرض خذيهم ، فإضطربت داره ، وخسف به ، وبأصحابه الى سرتهم ، وساخت داره على قدر ذلك . فقال قارون : يا موسى إرحمني . فقال موسى : يا أرض خذيهم ، فخسف به ، وبداره ، وبأصحابه فلما خسف به أوحى الله الى موسى : يا موسى ما أشد قلبك ، وعزتي وجلالي . . . لو بي إستغاث لأغثته فقال موسى : رب غضباً لك فعلت » (١) .
قارون وبشهادة القرآن الكريم انه بغى على الأمة وأنه الظالم العضوض ومع كل ذلك يقسم الله بعزته ، وجلاله انه لو توجه اليه في تلك اللحظات الحرجة ، وإستغاث به لوجده عنده ، وأغاثه ، وعفا عنه .
أي لطف هذا ، وأي رحمة هذه ، وأي حلمٍ يتصوره الإِنسان أن يكون مثل قارون ، وما هو عليه من الجنايات لو لجأ الى الله لوجده عنده ؟
__________________
(١) لاحظ مجمع البيان ، والدر المنثور في تفسيرهما للآية (٨١) القصص .