هذا في الدنيا ، وأما في الآخرة ، فحسابهم عسير ، وعسير جداً . إذ هم على موعد مع الله ، وأمام الميزان ، وعند الحساب .
( وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّـهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ) (١) .
وحاشا لله ان يظلم احداً لأن الظلم قبيح ، وهو منزه عن القبيح بل ذلك بما قدمت أيديكم ، وان الله ليس بظلامٍ للعبيد . وأما الأخبار : فقد تضمنت أيضاً لعرض مثل هذه الصور العقابية فقد جاء عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) قوله : « خمس ان أدركتموهن فتعوذوا بالله منهن » .
١ ـ لم تظهر الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوها إلا ظهر فيهم الطاعون ، والأوجاع التي لم تكن في أسلافهم الذين مضوا .
٢ ـ ولم ينقصوا المكيال ، والميزان إلا أخذوا بالسنين ، وشدة المؤنة وجور السلطان .
٣ ـ ولم يمنعوا الزكاة إلا منعوا القطر من السماء ، ولولا البهائم لم يمطروا .
٤ ـ ولم ينقضوا عهد الله ، وعهد رسوله إلا سلط الله عليهم وأخذ بعض ما في أيديهم .
٥ ـ ولم يحكموا بغير ما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم » (٢) .
__________________
(١) سورة البقرة : آية (٢٨١) .
(٢) اسرار العارفين / ٦٧ .