الذي ينشر غلافاً على الشيء فيكون طبقة عازلة ، وهكذا الذنوب تراكمت فحجبت نفسه عن المثول بين يدي خالقها لتنهل من نميره العذب وليلفها وشاح لطفه الكريم ، ولهذا كانت الرقة بادية على هذا النداء المتضمن لخضوع الداعي لمولاه ، وهو يطلب العفو ويريد التجاوز ، وان لا يكون ما صدر منه من قبيح الأعمال حاجباً ومانعاً عن وصول صوته اليه فان فعلت ، وأعرضت بوجهك الكريم عني فأنا أهل لذلك ، ولكنك يا سيدي إن تجاوزت ، وتفضلت بحلمك ، وكرمك فأنت أهل لذلك . فلا تعاملني على قبيح ما عندي ، بل عاملني بجميل ما عندك يا رب .
« ولا تفضحني بخفي ما إطلعت عليه من سري » .
ان هول الجريمة قد انسى الداعي رحمة الله ، وستره المرخى على العباد ، فهرع الى ربه يدعوه أن لا يفضحه ويكشف أمام أعين الناس ما أخفاه هو عنهم ، فالمجتمع لا يرحم إذا عرف من هذا الفرد تستره على الجريمة . ولذلك نرى الداعي يسأل ربه أن يكفيه شر الناس ، وأذاهم عندما تنظر اليه العيون شزراً وتهمس الشفاه تتحدث عنه .
« ولا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي »
المعروف بين الكل حتى أصبح واضحاً هو أن العقاب ، والجزاء إنما هو في الحياة الآخرة بعد الحساب يوم القيامة ، وهكذا الثواب ، وعندها ترى نتائج الحساب ، فإما الى الجنة ، أو الى النار تبعاً لما عمله ، وما قدمه في دنياه ، إن خيراً فخير ، وان شراً فشر .
وهذه حقيقة أصبحت من
الوضوح بمكان إلا عند من ينكر