أفراده .
ان هؤلاء الذين يحافظون على مظاهرهم الخارجية لجلب عواطف الناس واظهار أنفسهم بالمظهر الذي يتناسب مع الوضع الديني ، وهم يخفون الجريمة في خلواتهم إنما يراءون بأعمالهم ، وهم بذلك قد اشتروا رضا المخلوق بسخط الخالق ، وهذا ما لا تقره الشريعة المقدسة ولا أي رسالة أخرى نزلت من السماء . ولهذا نرى الدعاء في هذا الفصل يوجه الداعي الى التخلي عن هذه المخاتلات ، والخدع ليعتذر الى الله عز وجل فيما صدر منه في الخفاء ، ويعاهده متضرعاً على أن يكون مثال الفرد المسلم المؤمن الذي لا تختلف حاله في كل الأوقات ، والاماكن يراقب الله في كل لحظة من لحظات حياته لأن الله معه في كل زمان ، ومكان ، ولا تخفى عليه خافية .
ومع هذا الفصل في فقراته الدعائية .
« يا سيدي : فأسألك أن لا يحجب عنك دعائي سوء عملي وفعالي » .
وعاد الداعي أدراجه الى الوراء ليرى ماذا فعل فيما مضى من عمره خدعته الدنيا بغرورها .
وغرته نفسه بخيانتها .
وهم اعلم بما صدر منه
، فرأى ذنوبه قد تراكمت ، وقد حجبت دعاءه من الوصول الى الله ليتجاوز عنه ، وهذا ما يخشاه الإِنسان في هذه الحياة ، انه يخشى أن تكون أعماله القبيحة كالدرن