وجهالتي ، وكثرة شهواتي ، وغفلتي .
ويتناول الدعاء في هذا الفصل بفقراته العديدة معالجة مشكلة التستر على الاعمال التي يصدرها الإِنسان في خلواته حيث يظهر بمظهر الصلاح ويبطن المنكرات ليجلب بذلك ود الناس ، وعطفهم .
هذا النوع من البشر الذين يعيشون في خلواتهم يفجرون ، ويخالفون ولكنهم يلتزمون بما تمليه عليهم المظاهر الإِجتماعية .
ولربما يقول البعض : اننا لماذا نلاحق الإِنسان حتى في مخدعه ومأمنه ما دام محافظاً على الوضع العام ، وما يمليه عليه الاجتماع من آداب سلوكية والمهم هو حفظ النظام العام ؟ .
ويجاب عن ذلك : أن
الإِمام « عليه السلام » لا يكتفي من الإِنسان بهذا المقدار من الالتزام ، والتقيد ليحافظ على المظهر فقط بل يوجه الداعي عبر الدعاء الى تهذيب نفسه ، وتوجيهه الى الله لتسمو نفسه ، وليكون مثال المؤمن المتطامن الذي يسلم الناس من يده ، ولسانه ، ولا يتحقق ذلك إلا بأن يكون الدعاء عند الفرد النفسية الصالحة ذات الوجه الواحد في الخفاء والعلن ، لذلك فان الفرد الصالح هو من يكف نفسه عن القيام بما ينافي على كلا الصعيدين الداخلي ، والخارجي أمام الناس ، أو بعيداً عن أعينهم ، فإن الجريمة لا تختلف من حيث كونها جريمة في الشارع العام ، او في البيت ، وبين جدرانه . إلا انها في الخارج يضاف الى كونها جريمة أنها تأخذ طابعاً آخر ، وهو مساعدتها على التفسخ ، والتحلل الذي يصيب المجتمع من كافة أطرافه من جراء إنتشار الجرائم بين