هذه الدنيا .
وهنا يوقظ الدعاء في نفس الداعي حسه ، وينبهه الى نقطة حساسة تلك هي التأثير المستمر في حياة الإِنسان الذي يجب أن يكون يقظاً له لئلا ينجرف الى الجانب السيء .
« ونفسي بخيانتها » .
أما الخيانة : فهي نقض العهد (١) .
وأما النفس : فقد ذكروا لها معاني عديدة ذكر كثير منها في القرآن الكريم ، والاخبار . منها : اللوامة ، والأَمارة ، والمطمئنة ، والراضية والمرضية .
وفي مورد آخر قسمها الإِمام أمير المؤمنين « عليه السلام » لراوي الدعاء كميل بن زياد فعدها أربعة : النامية ، أي النباتية ، والحسية وهي الحيوانية ، والعاطفة ، أي القدسية ، والكلمة الإِلۤهية . ولكلٍ من هذه الأربعة خمس قوىً ، وخاصان .
وقد أسهب شيخنا الطريحي في هذا الموضوع في كتابه « مجمع البحرين » مادة : نفس . كما وقد تعرض لذلك كثير من الباحثين ، والمفسرين ولكن وخوفاً من الإِطالة فقد أرجأنا البحث عن النفس ، وما يمت الى حقيقتها بصلة لئلا نخرج عن الصدد . ولأن النفس ـ والتي يرد بها هذا الكيان الشخصي لكل فرد حيث يكون بها قوام هذه الحياة ـ أصبحت لها صورة منطبعة في الذهن يتخيلها الإِنسان ، وان كان البحث في حقيقتها مثار جدل ، ونقاش بين العلماء ، ولهذا
__________________
(١) أقرب الموارد : مادة ( خوت ) .